قررت أوبك+ في اجتماعها الأخير تمديد تخفيضات إنتاج النفط للمرة الثالثة وتأجيل خطة استعادة الإنتاج المعلق حتى عام 2026. ويأتي هذا القرار انعكاسا للتحديات الهيكلية التي تواجه سوق النفط؛ حيث انخفض الطلب في الصين، أكبر مستهلك، وزادت إمدادات النفط في الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية، بما في ذلك البرازيل وكندا وجويانا، بشكل حاد.
ويظهر قرار أوبك+ أن المجموعة لم تعد قادرة على إعادة براميلها النفطية إلى السوق بسهولة. ويعتقد المحللون أن هذه التأخيرات تهدف في الغالب إلى شراء الوقت ومنع حدوث انخفاض حاد في الأسعار.
الظروف الحالية لسوق النفط
انخفض خام برنت نحو 18 بالمئة منذ يونيو/حزيران إلى 72 دولارا للبرميل، وهناك توقعات من بنوك مثل سيتي وجي بي مورجان بأن أسعار النفط قد تنخفض إلى أقل من 60 دولارا العام المقبل. وسيشكل هذا الانخفاض في الأسعار ضغوطا مالية هائلة على أعضاء أوبك+، وخاصة المملكة العربية السعودية وروسيا. وتحتاج السعودية إلى أسعار أعلى لتنفيذ مشاريعها الاقتصادية، وتعتمد روسيا على عائدات النفط لتمويل الحرب في أوكرانيا.
فائض العرض في السنوات القادمة
وعلى الرغم من جهود أوبك+ للسيطرة على الإمدادات، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن سوق النفط سيواجه فائضا قدره مليون برميل يوميا في عام 2025، حتى لو لم تضيف أوبك+ المزيد من الإنتاج إلى السوق. ومن شأن هذا الفائض أن يفرض المزيد من الضغوط على الأسعار، خاصة مع تسارع التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.
تحديات أوبك+ الداخلية
وبينما يضطر معظم أعضاء أوبك+ إلى مواصلة خفض الإنتاج، فإن بعض الدول، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، مهتمة بزيادة الإنتاج واستغلال قدراتها الجديدة. يمكن أن تؤثر هذه الاختلافات على تماسك أوبك+. ويعتقد بعض المحللين أن الضغوط المالية قد تدفع الأعضاء في نهاية المطاف إلى التخلي تدريجيا عن قيود الإنتاج.
عامل ترامب: ورقة رابحة أم تهديد؟
يمكن لانتخاب دونالد ترامب رئيساً جديداً للولايات المتحدة أن يغير توقعات سوق النفط. ومن الممكن أن تؤثر سياساته، بما في ذلك عودة العقوبات الصارمة ضد إيران أو فرض تعريفات تجارية على الصين، بشكل مباشر على العرض والطلب على النفط. إن العودة إلى سياسة "الضغط الأقصى" على إيران يمكن أن تخلق مساحة أكبر للإنتاج في الشرق الأوسط، في حين أن الحرب التجارية مع الصين يمكن أن تقلل الطلب.
يدخل سوق النفط فترة معقدة تواجه فيها أوبك+ التحديات المزدوجة المتمثلة في زيادة العرض وانخفاض الطلب. وقد تؤدي قرارات المجموعة بتمديد تخفيضات الإنتاج إلى استقرار الأسعار مؤقتا، ولكن على المدى الطويل، يمكن أن تؤدي ضغوط السوق الهيكلية إلى مزيد من الانخفاض في الأسعار. وينبغي للمستثمرين أن يراقبوا عن كثب تطورات أوبك+، والنمو الاقتصادي في الصين، والسياسات الأمريكية، لأن هذه العوامل ستحدد بقوة اتجاه سوق النفط.
التحليل الفني لخام برنت
في الإطار الزمني لأربع ساعات، فإن خام برنت يتحرك في نمط زاوية ويقترب الآن من منطقة الدعم أسفل النموذج، والتي تتداخل تقريبًا مع المنطقة السفلية لمؤشر البولنجر باند مؤشر.
من المتوقع ارتفاع خام برنت إلى مقاومة سقف النموذج في نطاق 73.25 دولار، بشرط بقائه فوق مستوى الدعم 71.47-71.02.
الرسم البياني لخام برنت في إطار أربع ساعات
التحذير من المخاطر
بسبب تعدد العوامل المؤثرة في الأسواق وتأثير هذه العوامل في حدوث التقلبات السعريةً فإن التحليل المقدم هو بغرض الإعلام عن الوضع العام للأسواق فقط بدون تقديم أي توصيات للبيع أو الشراء.