يبحث المتداولون في سوق الفوركس و أسواق البورصة بشكل عام عن أفضل نقاط الدخول و الخروج لتحقيق أكبر ربح ممكن و تقليل الخسائر إلى حدها الأدنى. وهناك العديد من مدارس التحليل الفني و الأساسي و الأنظمة المتبعة في توقع الأسعار، ولكن مع تطور وسائل التحليل الفني وكثرة برامج الرسوم البيانية بدأت المؤشرات الفنية بالظهور، ومع مرور الوقت أصبحت أعداد المؤشرات ضخمة و ازداد اعتماد المتداولين عليها في اتخاذ قرارات الدخول و الخروج من السوق.
ومع تنوع المؤشرات الفنية أصبح من الصعب الحديث عن مزايا وسلبيات كل منها بشكل منفصل. لذلك سنذكر في هذه المقالة الأنواع الرئيسية للمؤشرات الفنية
المؤشرات التابعة للاتجاه: من أشهر القواعد في التداول هي مقولة "الاتجاه هو صديقك". بالطبع فإن لكل اتجاه نهاية ونقطة انعكاس، ولكن في معظم الأحوال يكون
الدخول بنفس الاتجاه السائد الحالي في السوق مربحاً و قليل المخاطرة. من هنا تأتي أهمية مؤشرات اتباع الاتجاه. و من أشهر المؤشرات التي تمكن المتداول في الدخول في نفس اتجاه السعر هي مؤشرات المتوسطات المتحركة و استراتيجيات التقاطع بين تلك المتوسطات. فالمتوسط السعري البسيط يمثل متوسط سعر الإغلاق خلال فترة زمنية معينة. كلما ازدادت المدة الزمنية التي يغطيها المؤشر كلما ازدادت أهميته في التداول. من أشهر طرق التداول مع الاتجاه العام حيث تقاطع المتوسطات السعرية،
ومن أشهر هذه الأمثلة تقاطع المتوسط المتحرك البسيط 50 مع المتوسط المتحرك 200. فعندما يكون متوسط 50 فوق متوسط 200 فيعتبر الاتجاه صاعداً، والعكس صحيح بالنسبة للاتجاه الهابط. هناك العديد من المتوسطات السعرية المتحركة التي يمكن الاعتماد عليها في هذا النوع من التداول مثل تقاطع متوسط 14 مع مؤشر 21 حيث تعتبر من المتوسطات السريعة نسبياً مقارنة بالمتوسطات السابقة. من مزايا مؤشرات المتوسطات المتحرك بساطتها وسهولة استخدامها، ولكن يعيبها أنها عادة ماتعطي إشارات متأخرة للدخول والخروج من الصفقات.
مؤشرات تأكيد الاتجاه: وتعتبر مكملة للمؤشرات التابعة للاتجاه و يفضل الدمج بينهما لتأكيد نقاط الدخول و الخروج أو تحديد المرحلة الحالية في الاتجاه العام . فعندما يعطي النوعان من المؤشرات إشارة إيجابية على السعر تزداد احتمالية صعود الأسعار قريباً و والعكس صحيح بالنسبة للاتجاه الهابط. من أشهر هذه المؤشرات مؤشر ماكد (MACD) والذي يقيس الفارق بين متوسطين من المتوسطات الأسية وبناء على هذا الفارق يتم رسم أعمدة في نافذة المؤشر. عندما تكون الأعمدة فوق خط الصفر يكون الاتجاه مائل للصعود، وعندما تتراجع الأعمدة وتهبط دون خط الصفر فهذا يدل على اتجاه هبوطي. بالإضافة إلى الأعمدة، فقد تم تطبيق متوسط متحرك على مؤشر ماكد نفسه لزيادة تأكيد الاتجاه. فعند تقاطع الأعمدة مع المتوسط نحو الأسفل فهذا يعطي دلالة سلبية وعند تقاطع الأعمدة مع المتوسط نحو الأعلى فهذا يعطي دلالة إيجابية على السعر.
مؤشرات التشبع السعري: إن لكل اتجاه سعري نهاية و يرغب كل متداول في معرفة نقطة انعكاس الاتجاه في أقرب وقت ممكن، ولكن تعتبر هذه الطريقة في التداول من الطرق ذات المخاطرة العالية نظراً لأن المتداول يحاول الدخول بعكس الاتجاه الحالي. قد يعتمد المتداولون على أشكال الشموع اليابانية الانعكاسية للإشارة إلى حدوث انعكاس سعري، ولكن يفضل دمج أشكال الشموع مع هذه المؤشرات. من أشهر هذه المؤشرات مؤشر القوة النسبية(RSI). يقوم هذا المؤشر بقراءة حركة الأسعار خلال فترة زمنية محددة وكلما كانت الأسعار ترتفع بقوة أكبر كلما اقتربت قراءة المؤشر من مستوى التشبع الشرائي عند 100 وكلما كانت الاسعار تنخفض بقوة أكبر كلما اقتربت قراءة المؤشر من مستوى التشبع البيعي عند 0. عادة مايميل المتداولون إلى الدخول في عمليات البيع فوق مستويات التشبع الشرائي 70% والدخول في عمليات الشراء تحت مستويات التشبع البيعي 30% وذلك مع توافق السلوك السعري مع هذه التحركات.
مؤشرات أخذ الربح: إن الدخول في الصفقات ماهو إلا نصف التداول، فأي أرباح محققة في العقود المفتوحة هي أرباح غير مضافة للحساب بعد حتى يتم إغلاق الصفقة. وكما أن دخول الصفقات يتطلب تحديد النقاط الأفضل للدخول فإن أخذ الربح يتطلب إيجاد نقاط مناسبة لإغلاق الصفقة أيضاً. من أهم هذه المؤشرات مؤشر البولنجر باندز. يتكون هذا المؤشر من ثلاثة خطوط على السعر، الخط المنتصف هو المتوسط المتحرك الذي يتم تحديده من قبل المتداول، وخطين الأول يمثل انحرفاِ معيارياِ سالباً و الآخر انحرافا معياراً موجباً للمتوسط الحسابي. يمكن إغلاق صفقات الشراء عند خط البولينجر باندز العلوي في الاتجاه الصاعد، وإغلاق صفقات البيع عند خط البولنجرجر باندز السفلي.