عالم المال
780عدد الزيارات
سيكولوجية التداول وتأثيرها على النجاح في أسواق المال (الجزء الأول)
2023-10-24
تعتبر سيكولوجية التداول الحلقة المفقودة لدى الكثير من المتداولين الذين يواجهون صعوبة في تحقيق الأرباح في الأسواق المالية. سنوضح في هذه المقالة أبرز التحديات النفسية التي تواجه المتداول في طريقه للنجاح.

ماذا تعني سيكولوجية التداول وهل تؤثر فعلاً في تحقيق الأرباح في الأسواق المالية؟
 

مقدمة:

يواجه العديد من المتداولين في أسواق المال و خاصة المتداولين الجدد صعوبة في الاستمرارية في تحقيق الأرباح و السيطرة على الخسائر. فبالرغم من التعمق في مبادئ التداول و بناء استراتيجية متكاملة تغطي كل من جانبي التحليل الفني و الأساسي إلا أن بعض المتداولين يواجهون تحدياً كبيراً من الناحية السيكولوجية ، هذه الحلقة المفقودة في خريطة النجاح التي تنقص الكثير من المتداولين. 

قد يظن البعض أن سيكولوجية المتداول ليست بنفس أهمية المعرفة الفنية بمبادئ التداول و لكن هذا الاعتقاد خاطئ فحتى أكثر المتداولين معرفة وخبرة لن يتمكن من تحقيق الاستمرارية في الأرباح بدون السيطرة على العامل النفسي. 

ما هي سيكولوجية التداول؟

تغطي سيكولوجية التداول المشاعر و الأفكار و الحالة النفسية الخاصة بالمتداول و أثرها على قراراته الاستثمارية و تصرفاته اليومية وخاصة أمام شاشة التداول. وهي تلعب دوراً مهماً جداً في نجاح المتداول. 

يهمل العديد من المتداولين هذه الجزئية اعتقاداً منهم أنها ليست ذات أهمية و يقومون بالتركيز بشكل كامل على دراسة السوق من ناحية فنية و أساسية.

ولكن غالباً مايدفع المتداول ثمن هذا الإهمال عندما لايتمكن من السيطرة على مشاعره و يقوم باتخاذ قرارات غير موضوعية تكلفه أموالاً حقيقية. 

 

أهم جوانب سيكولوجية المتداول

يصعب تحديد الجانب الأهم من جوانب سيكولوجية المتداول وذلك نظراً لاختلاف الطبيعية البشرية و تأثير صفات الشخص على قراراته الموضوعية. ولكن سنتطرق لأهم هذه الجوانب و أكثرها تأثيرهاً في مسيرة المتداول. 

الالتزام

يحتل الالتزام أهمية كبيرة في معادلة نجاح المتداول. فأسواق المال متغيرة جداً ومتقلبة و كثيرة التأثر بظروف يصعب حصرها. ولذلك على المتداول أن يقوم ببناء استراتيجة واضحة و يلتزم بجميع خطواتها بغض النظر عن الظروف المحيطة. إذا كان لدى المتداول نمط سعري معين يجد فيه فرص الربح فعليه الانتظار حتى اكتمال هذا النموذج قبل الدخول في أي صفقة و عدم الاستسلام للمشاعر عند اتخاذ القرارات. وهنا تأتي أهمية النقطة التالية

 

الخوف:

من أكثر المشاعر تأثيراً في سيكولوجية المتداول حيث تحمل أهمية خاصة في أسواق المال لدرجة أنها تعتبر من أحد المؤشرات التقنية التي يستعملها المتداولون في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية. في العديد من المنصات يمكن رؤية تقلب مؤشرات الخوف بناءاً على آراء و سلوك المتداولين.

أصبح لهذا المؤشر أهمية خاصة مع ظهور وانتشار العملات الرقمية وذلك نظراً لأن جزءاً لا بأس به من حركة العملات الرقمية غير معتمد على أساسيات الاقتصاد و الأسواق بل على مشاعر المتداولين   


 

الطمع:

وهو الوجه الآخر للنقطة السابقة و هي الخوف. فالطمع يدفع المتداول لاتخاذ قرارات ذات مخاطر عالية طمعاً في الحصول على إيراد سريع و كبير. عادة ماتطغى مشاعر الطمع بعد تحقيق المتداول لبعض الأرباح لفترة من الوقت أو عندما ترتفع الأسهم أو المؤشرات أو أي أداة مالية أخرى بشكل قوي لفترة طويلة حيث يشعر المتداول بأن أمامه فرصة لتحقيق أرباح خيالية. ولكن عادة ماتنتهي هذه التحركات بانعكاس سعري قوي أو دخول في مرحلة خمول بعد دخول المتداول متأخراً. 

 

التردد:

قد يكون التردد أخطر هذه التحديات و أكثرها تكلفة للمتداول. فهي تجمع ما بين الخسارة الناجمة عن الخوف و مخاطر الطمع. المتداول المتردد غير قادر على اتخاذ قرارات صارمة عند النظر لشاشة التداول فهو يتقلب بسرعة مابين قرار الدخول أو تجنب السوق أو مابين البيع و الشراء أو التردد في اختيار الأداة المالية. عادة ماينتج التردد عن قلة ثقة المتداول بنفسه أو باستراتيجيته الخاصة إضافة إلى قلة التركيز. 

 

الخاتمة:

تطرقنا في هذه المقالة إلى أبرز التحديات النفسية التي تواجه المتداولين و التي تؤثر سلباً و بشكل كبير على نجاحهم في أسواق المال. يبدأ المتداول بتغيير واقعه للأفضل عند إدراكه ومعرفته لهذه الأخطاء. سنناقش في المقالة القادمة أفضل الطرق و التقنيات التي يمكن اتباعها من أجل السيطرة على هذه التحديات و التغلب عليها.