تعتبر مستويات فيبوناتشي من أشهر أدوات التحليل الفني و أكثرها استخداماً من قبل المتداولين سواء المبتدئين أو المحترفين. تتميز هذه الأداة ببساطتها وسهولة فهمها و تطبيقها على الرسوم البيانية وفعاليتها بنفس الوقت. سنناقش في هذه المقالة أبرز تطبيقات هذه الأداة وكيفية الاستفادة منها في التداول. 

ما هي مستويات فيبوناتشي

مستويات فيبوناتشي هي خطوط ناتجة عن سلسلة من الأرقام المتتالية والتي يتم تطبيق عملية حسابية بسيطة عليها. هذه المتتالية الحسابية تتمثل بالأرقام التالية : 0 ، 1 ، 1 ، 2 ، 3 ، 5 ، 8 ، 13 ، 21 ، 34 ، 55 ، 89 …الخ حيث أن كل رقم يمثل مجموع الرقمين السابقين. 

كلما ازدادت الأرقام كلما اقتربت النسبة من الدقة فعلى سبيل المثال إذا قمنا بتقسيم 55/89 سيكون الناتج 61.8% و هي النسبة الذهبية لفيبوناتشي. أما النسب الأخرى الأقل أهمية فيمكن الوصول إليها عن طريق حسابات مشابهة. 

ينظر لمستويات فيبوناتشي أنها مهمة في الأسواق المالية بسبب تواجدها بوفرة في الطبيعة و الكائنات الحية و الهندسة و غيرها فمن المتوقع أن يكون لها أثر في حركة الأسعار أيضاً. و التي تتأثر بالعوامل الطبيعية و السلوك الإنساني. 

أنواع خطوط فيبوناتشي

هناك نوعان رئيسيان لمستويات فيبوناتشي وذلك بحسب النسبة المئوية. 

1. خطوط فيبوناتشي التصحيحية:

وهي نسب فيبوناتشي الشهيرة التي تتراوح بين صفر و 100. تستخدم هذه النسب كنقاط انعكاسية ومستويات تصحيح للموجات السعرية. أشهر هذه النسب هي 50% و التي تمثل منتصف الموجة السعرية، و النسبة الذهبية 61.8%. هذه هي أقوى مستويات فيبوناتشي و أكثرها احتمالية لإيقاف السعر و انعكاسه. 

تأتي بعد هذه المستويات نسبتي  38.2% و 78.6% وهما أقل شهرة و تأثيراً في السعر. 

2. خطوط فيبوناتشي الامتدادية:

وهي نسب فيبوناتشي التي تتجاوز 100 ولذلك تسمى بالامتدادية. تظهر هذه النسب النقاط السعرية التي تتجاوز طول الموجة نفسها و التي من الممكن أن يشهد السعر عندها ارتداداً أو توقفاً مؤقتاً. من أشهر هذه النسب 1.618% و 2%.  من النسب الأخرى الأقل أهمية في امتدادات فيبوناتشي أيضاً 2.618% و 3.618%. 

من المهم التنويه إلى أنه لايمكن الاعتماد بشكل تام على خطوط فيبوناتشي في التداول فتواجد السعر بالقرب من هذه المستويات لا يضمن ارتداده. و لذلك يجب الدمج بين هذه النسب و بين السلوك السعري لتحليل أدق للأسواق. 

استخدامات مستويات فيبوناتشي:

باعتبار خطوط فيبوناتشي مستويات محورية قد تغير من اتجاه السعر فهناك ثلاثة استخدامات رئيسية لها في التداول. 

1. مستويات دعم ومقاومة:

لعل أشهر أدوات و وسائل التحليل الفني للرسوم البيانية هي خطوط الدعم والمقاومة وهي ببساطة نقاط سعرية تحمل أهمية خاصة حيث أنها قد تسبب توقف الحركة و ارتداد الأسعار عندها بقوة. وهنا يأتي دور خطوط فيبوناتشي كمستويات دعم ومقاومة.

فلنأخذ مثالاً على ذلك زوج اليورو مقابل الدولار. لنفترض أن الزوج قد ارتفع بمقدار 100 نقطة من 1.0250 إلى 1.0350 خلال جلسة اليوم ثم بدأ بالتباطؤ و الانعكاس التدريجي. فور اكتمال هذه الموجة السعرية يمكننا تطبيق أداة فيبوناتشي من أسفل إلى أعلى هذه الموجة للتنبؤ بالأماكن السعرية التي من الممكن أن يرتد السعر منها لندخل بصفقة شراء مع افتراض أن الاتجاه العام لا يزال صاعداً. 

في هذه الحالة سيكون مستوى فيبوناتشي 50% عند 1.0300 و مستوى 61.8% عند 1.0288. يجب متابعة الأسعار عند الوصول إلى هذه المستويات و إن أظهرت الشموع سلوكاً انعكاسياً فيمكننا الدخول بصفقة شراء عمد مستويات التصحيح المذكورة. 

2. مستويات أخذ الربح:

عادة ما يتم تحديد مستويات أخذ الربح بناء على الأسعار التاريخية و مستويات الدعم و المقاومة السابقة أو حتى المتوسطات الحسابية. ولكن ماذا لو كان السعر قد وصل إلى أماكن لم يسبق الوصول إليها؟ عندها لن يكون هناك أي خطوط دعم أو مقاومة أو حتى متوسطات حسابية. فكيف يمكن عندها تحديد نقاط الخروج بربح من الصفقات؟ الجواب هو مستويات فيبوناتشي الامتدادية. 

فكما ذكرنا سابقاً هذه النسب تمثل أماكن خارج الموجة السعرية المحددة. وبذلك يمكننا تحديد نقاط الربح بدقة و سهولة.  وعادة مايواجه السعر صعوبةً في تخطي هذه المستويات ولذلك فإنها تعتبر أماكن مثالية لجني الأرباح. 

لنفترض في مثالنا السابق أن زوج اليورو/دولار قد انخفض من 1.0250 إلى 1.0150 قبل أن يرتفع مجدداً ليخترق أعلى سعر عند 1.0350 ويكمل مسيرته الصعودية ليصل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة. عندها يمكن تطبيق امتداد فيبوناتشي 3.618% على سبيل المثال لتحديد مكان الربح.  

3. أنماط هارمونيك:

ربما سمعت من قبل عن أنماط جارتلي و الفراشة و الخفاش و غيرها ضمن إطار التحليل الفني للرسوم البيانية. هذه الأنماط السعرية معروفة باسم أشكال الهارمونيك. و هي أشكال تظهر على الرسوم البيانية بشكل متكرر وعادة ما تشهد الأسعار انعكاساً فور اكتمالها. 

تعتمد هذه الأنماط السعرية بشكل مباشر على نسب فيبوناتشي، فالموجات السعرية المكونة لهذه الأنماط تقاس بحسب مستوى تصحيح او امتداد فيبوناتشي. 

تبدو هذه الأشكال السعرية معقدة و لكنها في الحقيقة مجرد موجات سعرية متتالية لكل منها نسب فيبوناتشي الخاصة بها. يمكن دمج هذه الأنماط مع أساليب أخرى من التحليل الفني للحصول على رؤية أوضح لاتجاه السعر في المستقبل. 

إن أداة فيبوناتشي هي من أدوات التحليل الفني التي لا غنى عنها و على كل متداول الإلمام بها ومعرفة كيفية استخدامها سواء في الدخول في الصفقات أو إغلاقها بربح. قد لا تكون هذه الخطوط كافية لتوقع حركة الأسعار فهي ليست أرقام سحرية ولكنها بدون شك مفيدة جداً في رسم صورة أوضح عن حركة السوق.