من أشهر ما قيل في أهمية التخطيط ودوره في تحقيق النجاح هو المقولة التالية:
"إن فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل".
تنطبق هذه القاعدة على جميع مناحي الحياة، سواء كان ذلك في عملك أو حياتك الصحية أو الشخصية. و لكن لهذه القاعدة أهمية خاصة في عالم التداول. فالتداول مهنة مليئة بالتحديات و المتغيرات التي لايمكن لأحد التحكم بها. وللتغلب على هذه التحديات يجب وضع خطة واضحة ومفصلة لجميع خطوات وشروط و مراحل التداول.
لايكفي فقط وضع مخطط لدخول السوق و رسم صورة واضحة للأنماط السعرية التي ستقوم بالتداول عليها، بل من أهم الجوانب الأخرى التي عليك التخطيط لها هي نقاط الخروج.
أياً كانت الأرباح التي تراها على منصة التداول قي حسابك الشخصي فهي مجرد أرباح معلقة وغير محققة بعد. يتم تحقيق هذه الأرباح عند إغلاق الصفقات و الخروج من مراكز البيع أو الشراء.
ولكن التحدي الذي يقابله معظم المتداولين هو تأثير عواطفهم على عمليات التداول. فإن كان السعر يتحرك بالاتجاه الرابح قد يشعر المتداول بالثقة الزائدة و يتوقع مزيداً من الأرباح مما يدفعه للانتظار أكثر على أمل تحقيق مزيد من الأرباح. وفي كثير من الأحيان قد ينعكس اتجاه السوق بشكل سريع و مفاجئ وتتحول الصفقة إلى خاسرة بعد أن كانت تحقق أرباحاً جيدة.
بالمقابل إن تحركت الصفقة بالاتجاه المعاكس بعد الدخول وبدأت الخسائر تزداد في الحساب الشخصي فقد يشعر المتداول بالخوف الزائد مما يدفعه إما إلى الخروج المبكر من الصفقة أو البقاء لوقت أطول على أمل عودة السعر إلى المستويات الرابحة. في الحالتين فإن المتداول اتبع عواطفه ومشاعره لاتخاذ قراره بالخروج من الصفقة وهو أمر يتجنبه المتداولون المحترفون
لكي تصبح متداولاً ناجحاً لابد لك من بناء استراتيجية واضحة و مفصلة تحتوي على سيناريو الدخول ونقطة فتح الصفقة إضافة إلى نقطة الخروج. بعد ذلك يمكنك استخدام الأوامر المعلقة مثل أمر أخذ الربح لتحديد نقطة الخروج التي تحقق لك ربحاً يتناسب مع أهداف التداول الخاصة بك. إضافة لذلك عليك استخدام أمر وقف الخسارة وهي النقطة التي يجب إغلاق الصفقة عندها في حال عدم تحقق الهدف وبذلك يمكنك تقليل خسائرك قدر الإمكان. تذكر أن الخسارة جزء من مسيرة أي متداول.
إن قرار الخروج من الصفقة لا يعتمد فقط على المستويات السعرية و إن كانت هي الأهم و الأكثر تأثيراً، ولكن التوقيت يلعب دوراً مهماً أيضاً في هذا القرار. مثال على ذلك وقت إغلاق السوق يوم الجمعة.
ففي سوق الفوركس وسوق الأسهم و المؤشرات العالمية مثلاً يكون الإغلاق الأسبوعي يوم الجمعة عند نهاية جلسة سوق نيويورك. إن لم يقم المتداول بالخروج من صفقته قبل نهاية ساعات التداول فإنها ستبقى مفتوحة حتى إعادة فتح السوق الأسبوع القادم.
نظراً لأن الأسواق المالية تتأثر بشدة بالتطورات الجيوسياسية و الاقتصادية و غيرها فإن ترك المراكز مفتوحة خلال وقت إغلاق السوق يحمل مخاطر كبيرة، فقد يكون الافتتاح القادم للسوق يوم الأثنين بفجوة سعرية كبيرة بسبب حدث مهم خلال عطلة نهاية الأسبوع، الأمر الذي قد يضاعف من خسائر الصفقات المفتوحة.
لكي تصبح متداولاً ناجحاً و تحقق الأرباح باستمرار قم بتحديد سيناريوهات الخروج من الصفقات سواء كانت رابحة أم خاسرة، ثم أضف هذه التفاصيل إلى استراتيجية التداول الخاصة بك و احرص على أن تلتزم بهذه القواعد دائماً