ازداد الحديث مؤخراً عن عالم الميتافيرس وخاصة بعد جائحة كورونا والتي ضاعفت من اعتمادنا على شبكة الإنترنت نظراً لزيادة شعبية وحتى ضرورة نموذج العمل والدراسة عن بعد. 
قد يبدو عالم الميتافيرس من ضرب الخيال وقد بدأ فعلا في مخيلة العديد من الكتاب والمفكرين، إلا أنه يقترب من الواقع يوماً بعد يوم. فما هو الميتافيرس وهل من الممكن أن يسيطر هذا العالم على واقعنا الحالي؟

الميتافيرس هو عالم افتراضي رقمي على شبكة الانترنت يدمج ما بين الشبكات الاجتماعية والواقع الافتراضي والواقع المعزز بالإضافة إلى أدوات مثل النظارات ثلاثية الأبعاد من أجل تكوين عالم متكامل يشبه جدا العالم الحقيقي. 

من الصعب تعريف حدود عالم الميتافيرس نظراً لضخامته، ولكنه باختصار يمكننا من التواصل افتراضياً بشكل يشبه الواقع حيث لكل شخص في عالم الميتافيرس الأفاتار الخاص به. يمكن أن نتحدث ونتواصل مع بعضنا البعض بشكل مباشر داخل هذا العالم وحتى تبادل المنتجات الرقمية واللعب و الدراسة والعمل معاً. 

مع تطور الميتافيرس قد نتمكن من التعامل مع المنتجات الرقمية بشكل أعمق من أي وقت مضى حيث لن يقتصر الأمر على مشاهدة الصور والفيديوهات، بل سنصبح جزءا منها. 

مع تزايد الاهتمام بعالم الميتافيرس من قبل المهتمين بالتكنولوجيا وكل ما هو جديد أصبحت الشركات الكبيرة وخاصة في قطاع التكنولوجيا تخصص جزءاً كبيراً من مواردها و طاقتها في تطوير منتجات و خدمات و أفكار يمكن تطبيقها في الميتافيرس. 

من أشهر الأمثلة على ذلك هو تغيير شركة فيسبوك لاسمها إلى ميتا في أكتوبر من العام 2021 حيث أصبحت من أوائل الشركات الكبيرة التي تركز على هذا العالم الافتراضي وتطمع لاحتلال مكانة كبيرة فيه. 

ومع نمو الوعي تجاه هذا الواقع الافتراضي وزيادة شعبيته بين شركات التكنولوجية بدأت أنظار المستثمرين تتجه إلى الميتافيرس في منافسة للأسبقية على الطفرة التكنولوجية القادمة. 

عند الحديث عن الميتافيرس فلابد من التطرق أيضاِ إلى الواقع الافتراضي Virtual Reality والواقع المعزز Augmented Reality. بالرغم من أن كلاهما يتم استخدامه بالفعل في العديد من الألعاب والخدمات الأخرى، إلا أن مجالات تطبيق هذه التكنولوجيا في مناحي أخرى من الحياة تكاد تكون غير محدودة. وفي عالم الميتافيرس سيكون لكل منها أهمية خاصة. 

في الواقع المعزز يتم اسقاط بعض المدخلات التي يتم إنشاؤها بواسطة الكومبيوتر مثل الأصوات والصور وغيرها على الواقع الفعلي. فعلى سبيل المثال يمكن اسقاط تصميم ديكور معين على غرفتك لترى كيف ستبدو عليه عند تطبيق هذه التصاميم عليها. كما أن تطبيقات الواقع المعزز تشمل مجال الصحة والترفيه والألعاب. 

أما الواقع الافتراضي فهو مبني تماماً في العالم الافتراضي ولا يدمج بالواقع الفعلي الذي نعيشه. يتم إنشاء عالم متكامل ثلاثي الأبعاد عن طريق الحاسوب ويمكنك العيش والتنقل ضمن هذا العالم بشخصيتك الافتراضية.