إن طريق النجاح في التداول مليء بالصعوبات والتحديات، فعلى المتداول الناجح فهم السوق من ناحية فنية و أساسية و بناء استراتيجية واضحة والالتزام بقواعدها إضافة إلى التحلي بالصبر و انتظار الفرص المناسبة. ولكن من أهم المهارات التي يجب على المتداول الحصول عليها هي التعلم من الأخطاء و الاستفادة من الصفقات الخاسرة لتجنب المزيد منها في المستقبل. فالصفقات الخاسرة ليست إلا دروساً يتعلم منها المتداول الحذق.
من أفضل الممارسات و العادات التي يتبعها المتداول الناجح هي تسجيل الصفقات بشكل مستمر سواء كانت الرابحة أو الخاسرة حيث تمكن هذه العادة المتداول من التعلم من الصفقات الخاسرة وتجنب تكرارها إضافة إلى تعزيز فهمه للاستراتيجية بالنظر إلى الصفقات الناجحة.
لا يوجد هناك طريقة واحدة صحيحة لتسجيل الصفقات حيث تختلف هذه الأساليب بحسب طبيعة المتداول. ولكن بشكل عام لابد من ترتيب هذه التسجيلات بشكل يسهل العودة إليه في المستقبل
على سبيل المثال يمكنك إنشاء ملف يحتوي على جميع الصفقات التي قمت بإغلاقها مصنفة بحسب النتيجة ربح أم خسارة.
كلما زادت المعلومات و التفاصيل التي ترفقها في سجل الصفقة كلما كانت الفائدة أكبر عند الرجوع إلى هذه المعلومات. أهم المعلومات التي يجب ارفاقها في سجل الصفقة هي: نقطة الدخول، مستوى أخذ الربح، مستوى إيقاف الخسارة، نسبة الربح إلى الخسارة، معدل المخاطرة، حجم الصفقة، سبب دخول الصفقة، النتيجة النهائية للصفقة.
من المهم أيضاً تسجيل مشاعرك خلال الصفقة، هل شعرت بالخوف؟ بالتردد؟ هل فكرت بإغلاق الصفقة لهذه الأسباب؟
إن تسجيل الصفقات بهذا الشكل يجعل من السهل جداً العودة إليها في وقت لاحق لدراسة تفاصليها و من ثم التعلم منها وتطوير مهاراتك في التداول كنتيجة لذلك.
ولكن ليس كافياً أن تتعلم من أخطائك المتعلقة مباشرة بالصفقات السابقة، فهناك أخطاء يرتكبها كل متداول بعيداً عن الشاشة و هي متعلقة بسيكولوجيته و الظروف المحيطة به، مثال على ذلك الشعور بالطمع عند تحقيق الأرباح و التمسك بمراكزك المفتوحة لوقت طويل حتى يعكس السعر اتجاهه بعدها و تتحول الأرباح إلى خسائر، أو الشعور بالخوف و إغلاق الصفقة مبكراً قبل أن تكمل بعدها الطريق في الاتجاه الذي توقعته مسبقاً. جميع هذه النقاط هي في غاية الأهمية عند بناء شخصية المتداول الناجح.
المتداول المحترف يدرك أيضاً أن السوق يتغير باستمرار و لذلك فحتى و إن كنت تملك استراتيجية ناجحة فمن المهم متابعة صفقاتك وتسجيلها وتحليلها بشكل مستمر من أجل التركيز على نقاط القوة فيها و العمل على سد نقاط الضعف وتحسين معدل نجاح الاستراتيجية.
إضافة لذلك يجب التذكير أن إيجاد الفرص باستخدام استراتيجيك وتحديد نقاط الدخول ما هو إلا نصف الطريق، أما النصف الآخر فهو إيجاد نقطة الخروج الأمثل. ولذلك فحتى و إن كانت استراتيجيتك ناجحة فعليك متابعة نتائجها باستمرار حيث من الممكن إيجاد نقاط خروج أفضل و تعظيم الأرباح في المستقبل.
بعد الحديث عن أهمية تسجيل الصفقات و التعلم منها سنتطرق الآن إلى أفضل الوسائل لكتابة هذه المعلومات. تختلف طرق تسجيل الصفقات باختلاف شخصية المتداول ولكن من أفضل الطرق تنظيم هذه المعلومات في جداول منظمة و مرتبة بحسب التاريخ و يمكن فلترتها بحسب نتيجة الصفقة أو الأداة المالية المتداولة أو الجلسة التي تم التداول فيها.
عليك أيضاً أن ترفق بعض الصور التوضيحية التي يتم أخذها من فتح الصفقة و حتى إغلاقها حيث تساعدك هذه الصور في توثيق حركة السوق لتذكرها ودراستها في المستقبل.