من أكبر الأخطاء التي يقع فيها المتداولون الجدد هي ترك عواطفهم تتحكم في قراراتهم بدلاً من أن تكون هذه القرارات مبنية على أسس عملية و موضوعية بحتة. السبب في ذلك يعود إلى الطبيعة البشرية، فبالرغم من أننا كائنات عقلانية إلا أن المشاعر تلعب دوراً هاماً في تحديد سلوكنا.
إن لهذا الأمر أهمية خاصة في عالم التداول فهو مجال يعتمد وبشكل كامل على الموضوعية في اتخاذ القرارات وتجنب القرارات العاطفية.
يركز المتداول الناجح على النظام الذي يتبعه في التداول أو مايعرف بالاستراتيجية. فاستراتيجية التداول هي مجموعة من المبادئ و القواعد و الخطوات التي يتبعها المتداول للحصول على أفضل الفرص في السوق بكل دقة ووضوح. إن وجود استراتيجية واضحة للتداول يقلل من مخاطر تأثير العواطف حيث يلتزم المتداول بالخطوات المذكورة في الاستراتيجة.
من أشهر الأمثلة على تأثير العواطف في التداول هي مكان وتوقيت دخول الصفقات. فلنفترض أن نتيجة تحليلاتك الفنية والأساسية تظهر أن لديك فرصة شراء في المناطق الحالية للسعر ولكن السعر في حالة هبوط. في معظم الأحوال يشعر المتداول بالتردد و الخوف من الشراء عندما يكون السوق في الاتجاه الهابط. ولكن من وجهة نظر موضوعية فهذه هي أفضل مناطق الشراء نظراً لانخفاض الأسعار عن مستوياتها الأخيرة.
في هذه الأحوال على المتداول أن يكون واثقاً بتحليلاته و استراتيجيته و يقوم بالدخول في صفقة الشراء حتى خلال هبوط السوق.
إن نفس المثال ينطبق على البيع في السوق الصاعد. فقد يبدو من الغريب الدخول في صفقة بيع ضمن شمعة خضراء صاعدة، و لكن ان كانت استراتيجيتك تشير إلى حالة من التشبع الشرائي و أن هناك إشارة على حدوث انعكاس قريب فسيكون الدخول بصفقة بيع من هذه المستويات مربح جداً.
وبذلك نرى أن الالتزام باستراتيجية التداول و دخول الصفقات بناء على تحركات السعر و التحليل الموضوعي هو الخيار الأفضل للنجاح في مسيرة التداول بدلاً من التأثر بالمشاعر وتركها تتحكم في اتخاذ القرارات.
إن الصراع بين القرار الموضوعي و القرار العاطفي يكون واضحاً أيضاً عند إغلاق الصفقة. فقرار الخروج من صفقة ما سواء كان بالربح أو الخسارة يعتمد تماماً على حالة السوق و التحليل الموضوعي للسعر. ولكن في كثير من الأحيان يشعر المتداول بالخوف من أن صفقته الرابحة ستتحول إلى خاسرة ولن تصل إلى الهدف المحدد، أو بالطمع بعد تحرك السوق نحو الهدف بسرعة. في كلا الحالتين يميل المتداول لاتخاذ قرارات عاطفية تؤدي في النهاية إلى تبخر الأرباح المعلقة و الخروج بدون أي مكاسب أو حتى تحول الصفقة من رابحة إلى خاسرة.
كيف يمكن للمتداول التغلب على التداول العاطفي؟
قد تبدو فكرة الالتزام باستراتيجية التداول و الابتعاد عن القرارات العاطفية بسيطة و سهلة، ولكن عند الدخول في عالم التداول بالفعل يجد المتداول نفسه وبشكل مستمر تحت تأثير مشاعر الخوف و الطمع بشكل رئيسي. و هذه بعض أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها للتغلب على هذه المشكلة.
- - قم بعمل تحليل متكامل للسوق من ناحية فنية و أساسية لمعرفة الاتجاه العام وفرص الدخول إن وجدت.
- - لا تخاطر بأكثر مما يمكنك خسارته.
- - قم بتسجيل صفقاتك السابقة لتتعلم منها و تزداد ثقتك باستراتيجيتك
- - تجنب التداول في أوقات صدور بيانات مهمة ومؤثرة في السوق
- - تجنب التداول الانتقامي، أي محاولة الدخول في السوق مرة أخرى بعد تكبد خسارة في الصفقة الأخيرة.
يدرك المتداول الناجح أهمية إعطاء الأولوية لاستراتيجية التداول بدلاً من الاستسلام للعواطف. وعن طريق بناء استراتيجية واضحة يمكن للمتداولين التغلب على التداول العاطفي و بذلك اتخاذ قرارات موضوعية بناءً على تحليل السوق وإدارة المخاطر.