المؤشرات الاقتصادية
493عدد الزيارات
ما هو معدل البطالة ولماذا يتابعه الكثير من المتداولين؟
2023-07-04
يؤثر معدل البطالة في أسواق المؤشرات العالمية وسوق العملات و السلع نظراً لأهميته في رسم صورة عن حالة الاقتصاد ككل. تعرف على هذا المؤشر ودوره في حركة الأسواق المالية.

يعتبر معدل البطالة من أهم المؤشرات الاقتصادية والبيانات التي يتتبعها المتداولون. تعطي أرقام البطالة والتوظيف دلالة قوية على صحة الاقتصاد والمرحلة التي يمر بها. كغيرها من المؤشرات الاقتصادية تؤثر معدلات البطالة وتتأثر ببقية المؤشرات الاقتصادية.

سنتحدث في هذه المقالة عن أهمية هذا المؤشر وأثره في الأسواق المالية.

ما هو معدل البطالة؟

يقاس معدل البطالة عن طريق تحديد عدد العاطلين عن العمل ممن يبحثون عن فرصة للتوظيف وقسمته على عدد الأفراد الإجمالي ضمن القوة العاملة في البلد. يستثنى من حسابات معدل البطالة الأشخاص غير القادرين على العمل مثل الأطفال وكبار السن.

يحصل هؤلاء العاطلين عن العمل على تعويضات تأمين البطالة عند اتمامهم لشروط معينة. ويعتبر عدد طلبات التأمين ضد البطالة من أكثر المؤشرات الاقتصادية متابعة من قبل المتداولين في الأسواق المالية. تصدر هذه الأرقام عن جهات تابعة للحكومة بشكل شهري وربع سنوي.

إضافة إلى عدد طلبات إعانة البطالة تصدر أيضاً تقارير عن الرواتب المدفوعة للموظفين بشكل دوري أيضاً.

كقاعدة عامة فمعدلات البطالة المنخفضة تعتبر إيجابية فكلما كان معدل البطالة أقل كلما كان الاقتصاد بحالة أفضل، ولكن إذا كان معدل البطالة منخفض جداً فقد يدل ذلك على أن الاقتصاد بحالة توسع متسارع، الأمر الذي قد يرفع مستوى التضخم ويؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد.

تسعى معظم الحكومات إلى الحفاظ على مستويات معتدلة للبطالة مستعينة بسياساتها المالية والنقدية. تتراوح معدلات البطالة الصحية بين 4-6% وهي النسب المستهدفة في معظم الدول.
آثار ارتفاع معدلات البطالة:

من المخاطر والآثار السلبية لمعدلات البطالة المرتفعة تراجع الانتاج نظراً لقلة عدد العاملين، الأمر الذي يقلص من الناتج الإجمالي المحلي والذي يعتبر من أهم المؤشرات الاقتصادية وأكثرها شمولاً.

إضافة إلى ذلك فإن زيادة نسبة العاطلين عن العمل تؤدي إلى تراجع الاستهلاك والتركيز على تلبية الاحتياجات الأساسية وذلك من أجل تقليص المصاريف الاستهلاكية لخفض تكاليف المعيشة مع عدم وجود إيراد مستقر وثابت.

إن هذا التراجع في الاستهلاك يشكل ضغطاً إضافياً على الاقتصاد ويدفعه باتجاه الركود. استجابة لذلك يبدأ البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة في محاولة لتنشيط الاقتصاد وتشجيع الاستهلاك لدفع الاقتصاد باتجاه النمو والانتعاش مجدداً. 
آثار انخفاض معدلات البطالة:

قد تبدو معدلات البطالة المنخفضة أمراً إيجابياً، وهي كذلك بالفعل. ولكن الانخفاض المبالغ فيه قد يحمل في النهاية آثاراً سلبية على الاقتصاد. فمعدلات البطالة المنخفضة جداً تعني أن الاقتصاد في حالة نمو سريع ومستمر، كما أن الاستهلاك يكون مرتفعاً بشكل عام الأمر الذي يبقى على الطلب مرتفعاً مما يدفع بالأسعار إلى الارتفاع.

مع مرور الوقت تؤدي هذه التغيرات إلى تراجع القوة الشرائية للعملة وارتفاع معدلات التضخم. واستجابة لذلك يقوم البنك المركزي برفع مستويات الفائدة للسيطرة على التضخم، وذلك يؤدي في النهاية إلى تباطؤ الاقتصاد وربما الدخول في مرحلة ركود.
التداول بناءاً على أرقام التوظيف ومعدل البطالة:

ينتظر معظم المتداولين بيانات التوظيف بفارغ الصبر نظراً لأثرها الكبير في حركة مختلف الأسواق المالية كسوق المؤشرات وأسواق العملات (الفوركس) وكذلك أسواق السلع كالنفط والمعادن الثمينة كالذهب و الفضة.

تتنوع استراتيجيات التداول على أرقام التوظيف بحسب طبيعة المتداول وأهدافه، ولكن بشكل عام فإن معدلات البطالة المرتفعة تضغط على أسواق المؤشرات والأسهم وأحياناً على عملة البلد.  أما بيانات التوظيف الإيجابية والمعتدلة فهي تعزز من حركة المؤشرات الرئيسية وسعر صرف العملة.

قوائم الرواتب غير الزراعية في الولايات المتحدة NFP:

وهي من أكثر المؤشرات متابعة من قبل المتداولين نظراً لأهميتها الشديدة في رسم صورة عامة عن صحة الاقتصاد الأمريكي.

تصدر قراءة هذا المؤشر في الجمعة الأولى من كل شهر، وهي تسبب تقلبات شديدة في وول ستريت و في حركة أزواج العملات المرتبطة بالدولار. يفضل الكثير من المتداولين الابتعاد عن السوق في وقت الإعلان عن إحصاءات هذا المؤشر خوفاً من التقلبات الشديدة في السوق.

تتفاوت المؤشرات الاقتصادية والبيانات الدورية في أهميتها و حدة أثرها على حركة الأسواق المالية. تعتبر احصاءات التوظيف من أكثر هذه المؤشرات تأثيراً ومتابعة من قبل المتداولين. لكي تصبح متداولاً ناجحاً لابد من فهم هذا المؤشر ومتابعته بشكل مستمر.