ما هو حجم التداول أو الفوليوم و بماذا يخبرنا عن حركة السوق
مقدمة
يظن معظم المتداولين و خاصة المبتدئين أن سعر الأداة المالية و تغيره مع مرور الوقت هو المعيار الوحيد الذي يجب أخذه بعين الاعتبار عند تحليل الأسعار و توقع الحركة المستقبلية. و بالرغم من أهمية دراسة التقلبات السعرية إلا أنها مجرد عنصر واحد من بين عناصر عديدة يجب تحليلها من أجل فهم السوق و الوصول إلى الإحترافية في التداول.
من بين هذه العناصر الأخرى و أحد أكثرها أهمية هو حجم التداول أو "الفوليوم".
ماهو حجم التداول؟
حجم التداول هو كمية العقود المتداولة على الأداة المالية في فترة زمنية معينة. فقي سوق الأسهم مثلا يتمثل حجم التداول بعدد الأسهم التي يتم شراؤها و بيعها خلال فترة زمنية ما. وفي سوق الفوركس يتم قياس حجم التداول بعدد وحدات العملة التي يتم تداولها على زوج العملات. وكذلك الأمر بالنسبة لعقود النفط و الذهب حيث يتم قياس حجم التداول بحسب عدد براميل النفط و أونصات الذهب التي يتم تداولها.
ماذا يعني حجم التداول المرتفع؟
يعكس حجم التداول كمية السيولة الموجودة في السوق خلال فترة زمنية ما سواء كانت بالساعة أو الجلسة أو اليوم أو أي فترة أخرى.
كقاعدة عامة فإن ارتفاع حجم التداول على أداة مالية ما يعتبر إيجابياً حيث يعكس الحجم الكبير للتداول اهتمام المشاركين في السوق بهذه الأداة المالية.
كما أن حجم التداول المرتفع و السيولة العالية تساهم في تخفيف تكاليف فتح و إغلاق الصفقات من حيث الفروقات السعرية و العمولة.
على سبيل المثال فإن زوج اليورو مقابل الدولار هو الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات الأجنبية (الفوركس) نظراً للأهمية الكبيرة التي يحتلها كل من اقتصاد الولايات المتحدة و اقتصاد الاتحاد الأوروبي. و لذلك فإن الفروقات السعرية على هذا الزوج عادة ماتكون منخفضة جداً وهي الأقل من بين بقية أزواج العملات.
بالمقابل فإن انخفاض حجم التداول على أزواج الروبيل الروسي أو الليرة التركية على سبيل المثال يجعل تكلفة التداول على هذه العملات مرتفعة مقابل بقية العملات الأجنبية الرئيسية حيث تكون الفروقات السعرية على أزواج هذه العملات مرتفعة نسبياً.
وبالحديث عن تكاليف وشروط التداول نذكركم بأن الباري تقدم أقل الفروقات السعرية في السوق حيث تبدأ من صفر على بعض الأدوات المالية. للمزيد عن شروط التداول التنافسية مع الباري قم بزيارة الرابط التالي.
متى يكون حجم التداول مرتفعاً؟
عادة مايكون حجم التداول مرتفعاً في أوقات معينة وتحت ظروف محددة. فعلى سبيل المثال في الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش يتم افتتاح سوق لندن و في هذا الوقت يمكنك ملاحظة ارتفاع كبير في حجم التداول نظراً للسيولة الضخمة التي تدخل السوق مع بداية التداول في هذه الفترة النشطة.
يبدو هذا الأمر واضحاً عند مراقبة الشموع التي تظهر في هذا الوقت وخاصة على الأطر الزمنية المنخفضة مثل الدقيقة و الخمس دقائق.
كما يمكنك أيضاً ملاحظة الانخفاض المفاجئ في الفروقات السعرية وخاصة على أزواج الجنيه الاسترليني فور افتتاح سوق لندن.
من الأوقات التي تتمتع بالسيولة المرتفعة وحجم التداول الكبير أيضاً افتتاح سوق الأسهم في الولايات المتحدة في الساعة التاسعة والنصف صباحاً و الدقائق الأخيرة قبل الإغلاق في الساعة الرابعة عصراً بتوقيت نيويورك.
الخاتمة
لقد ناقشنا في هذه المقالة القصيرة مفهوم حجم التداول و أثره على حركة الأسعار و الفروقات السعرية. ولكن كيف يمكننا الاستفادة من هذه المعلومات في الربح من السوق؟ هذا ما سنتطرق له في مقالتنا القادمة، كما سوف نستعرض لكم بعض الحالات الاستثنائية التي يزداد فيها حجم التداول بشكل مفاجئ وسريع أو ينخفض بشكل كبير.