ما هو دور أسعار الفائدة في حركة العملات وكيف يمكن لمتداولي الفوركس الاستفادة منها؟
مقدمة:
تعتبر أسعار الفائدة من أهم و أكثر الأدوات المالية تأثيراً في الاقتصاد ككل و في قيمة العملة بشكل خاص. ولذلك يتابع متداولوا الفوركس تغيرات أسعار الفائدة بشكل مستمر و عن قرب إذ أنها تعطي نظرة قوية على الحركة المستقبلية المتوقعة للعملات.
يتم التحكم بأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي في البلاد، والذي يعقد اجتماعات دورية على مدار العام، إضافة لاجتماعات طارئة عند الضرورة، و ذلك لتحديث سعر الفائدة أو تثبيته بناءاً على المعطيات الاقتصادية الشهرية.
لماذا تقوم البنوك المركزية بتغيير أسعار الفائدة ؟
إن البنوك المركزية في معظم الدول حول العالم هي السلطة النقدية الأعلى أي أنها تملك القدرة على التحكم في أسعار الصرف بحسب أولوياتها و الظروف الاقتصادية الحالية.
بشكل عام يقوم البنك المركزي برفع سعر الفائدة عند ارتفاع مستويات التضخم و ذلك للحد من الانفاق العام و تقليص المعروض النقدي.
بالمقابل يتم خفض سعر الفائدة في أوقات الركود و التباطؤ الاقتصادي وذلك من أجل تشجيع الانفاق و زيادة المعروض النقدي و حركة الأموال في الاقتصاد.
ولكن هناك عوامل اخرى وبيانات اقتصادية هامة تلعب دوراً في قرارات الفائدة. من أهم هذه البيانات و المؤشرات الآقتصادية:
- مؤشر أسعار المستهلكين.
- مؤشر أسعار المنتجين.
- مؤشر الانفاق الاستهلاكي الشخصي.
- معدل البطالة و بيانات التوظيف ومتوسط الدخل.
- مبيعات المنازل
أهم البنوك المركزية حول العالم
قائمة بأهم البنوك المركزية حول العالم والتي يجب على كل متداول في سوق الفوركس متابعة نتائج اجتماعها و العملات التي تتأثر بها:
- الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي: يؤثر بحركة و سعر صرف الدولار الأمريكي.
- البنك المركزي الأوروبي: يؤثر بحركة و سعر صرف اليورو
- بنك إنجلترا المركزي: يؤثر بحركة و سعر صرف الجنيه الاسترليني
- البنك المركزي الياباني: يؤثر بحركة و سعر صرف الين الياباني
ولمتداولي المعادن و السلع كالذهب و الفضة والنفط فمن الضروري أيضاً متابعة قرارات البنوك المركزية في كل من أستراليا و نيوزلندا و كندا و سويسرا نظراً لأهمية هذه الدول في تصنيع و تصدير هذه السلع و المعادن.
نصيحة عملية: قم بإضافة جدول اجتماعات هذه البنوك المركزية بشكل شهري إلى خطة التداول الخاصة بك لتكون على اطلاع بأحدث التطورات.
من المهم التنويه إلى أن البنوك المركزية قد تعقد اجتماعات طارئة في حالات خاصة استجابة لبعض المتغيرات. و إذا أقر البنك المركزي تغييراً مفاجئاً في سعر الفائدة خلال أحد هذه الاجتماعات الطارئة فعادة مايكون أثر هذه التغييرات كبير مقارنة بالاجتماعات الاعتيادية.
أثر سعر الفائدة على أزواج العملات
يمكن اختصار أثر أسعار الفائدة على العملات و أزواج الفوركس بنقطتين أساسيتين:
- علاقة طردية بين الفائدة و سعر الصرف: عندما يرتفع سعر الفائدة على عملة ما يزداد الطلب عليها من قبل المستثمرين و المتداولين و غيرهم من المشاركين في الأسواق المالية. ولهذا السبب يزداد سعر صرف العملة في سوق الفوركس حيث تتمثل هذه الزيادة بارتفاع في أزواج العملات التي تكون فيها هذه العملة هي عملة الأساس وتنخفض أزواج العملات التي تكون فيها هذه العملة هي عملة القياس. للمزيد حول عملات القياس و الأساس.
- فروقات أسعار الفائدة: أو مايعرف Interest Rate Differential وتعتمد هذه الطريقة على مقارنة العملات ببعضها ببعض من حيث نسبة الفائدة على كل منها. و تكون الاستراتيجية المتبعة هنا هي شراء العملة ذات الفائدة المرتفعة مقابل العملة ذات الفائدة الأقل.
على سبيل المثال: إذا كانت الفائدة على الدولار الأمريكي 4% والفائدة على الين الياباني 0.5% ففي هذه الحال اقتناء الدولار يدر عائداً أكثر من اقتناء الين. وللاستفادة من هذا القرق يقوم متداول الفوركس بشراء زوج الدولار مقابل الين حيث تحدد نقاط الدخول باستخدام أساليب التحليل الفني من أجل دقة أعلى.
الخاتمة:
لايمكن للمتداول فهم حركة أزواج العملات في سوق الفوركس بدقة و احترافية بدون متابعة تغيرات أسعار الفائدة فهي المحرك الأول لأسعار الصرف بين العملات. معظم اجتماعات تحديد أسعار الفائدة تكون محددة مسبقاً ولكن الاجتماعات الطارئة تعقد أحياناً ضمن ظروف خاصة ويكون لها أثر قوي على حركة العملات.