ما هو مؤشر مديري المشتريات ولماذا يتابعه المتداولون في الأسواق المالية؟
ما هو مؤشر مديري المشتريات؟
يعتبر مؤشر مديري المشتريات من المؤشرات الاقتصادية المهمة والرائدة في تقييم الوضع الاقتصادي العام. يقيس المؤشر تغيرات النمو في قطاعي الصناعة و الخدمات. يتم متابعة المؤشر من قبل المستثمرين والمتداولين و مدراء الشركات فهو يعطي نظرة عامة عن مدى توسع أو انكماش هذه القطاعات في فترة زمنية ما.
يعتمد هذا المؤشر في قراءته على الاستبيانات و آراء المشاركين في الاقتصاد. تصدر نتائج المؤشر بشكل شهري في الإثنين الأول من كل شهر من قبل معهد إدارة التوريد ISM و هو يلعب دوراً مهماً في تقييم الشركات للوضع الاقتصادي العام و الاتجاه.
كيف يتم إصدار هذا المؤشر؟
يتم إرسال الاستبيان إلى مسؤولين تنفيذيين في 400 من أكبر الشركات بحسب مساهمتها في الناتج الإجمالي المحلي. تتفاوت هذه الشركات في مجال عملها فهي تغطي بالمجمل أكثر من 19 قطاع اقتصادي.
ماذا يحتوي الاستبيان الذي تبنى عليه قراءة المؤشر؟
يطرح الاستبيان أسئلة حول تغير الظروف الاقتصادية خلال الشهر الماضي سواء إيجاباً أو سلباً.
يناقش المسح خمس نقاط رئيسية :
- الطلبات الجديدة
- مستويات المخزون
- الانتاج
- طلبات الموردين
- التوظيف
تتمثل قراءة المؤشر برقم يتراوح بين 0-100. في حال كانت القراءة فوق 50 فإن هذا يعني توسعاً و تحسناً في ظروف السوق. أما القراءة الأقل من 50 فهي تعني تراجع ظروف السوق. بينما تمثل قراءة 50 عدم وجود تغيير في ظروف السوق عن الفترة السابقة.
اهمية مؤشر مدراء المشتريات قي عملية صنع القرار
تكمن أهمية هذا المؤشر في دوره في عملية اتخاذ القرار من قبل مدراء الشركات و ذلك حول الانتاج و التخزين و التوريد و البيع. يتم بناء هذه القرارات بحسب توقعات الطلب و المخزون والتفاصيل الأخرى الصادرة من المؤشر.
فعلى سبيل المثال تقوم الشركة بتخفيض انتاجها اليومي في حال أظهر المؤشر تراجعاً في مستويات الطلب أو زيادة في المخزون. ومن هنا تقوم الشركة بتحديد عدد الموظفين و تعديل موازنتها.
تأثير المؤشر على الأسواق المالية و سوق الفوركس بشكل خاص
نظراً لأهمية هذا المؤشر في تقييم الوضع الاقتصادي العام فهو من المؤشرات التي يتم متابعتها عن قرب من قبل المتداولين والمستثمرين طويلي الأمد. عادة ماتعطي نتائج هذا المؤشر نظرة مسبقة عن أهم البيانات الاقتصادية والمؤشرات التي يترقبها المتداولون مثل الناتج المحلي الإجمالي و قطاع التوظيف.
القراءة الإيجابية لهذا المؤشر تدل على الانتعاش الاقتصادي و تحسن ظروف السوق، الأمر الذي يدفع المتداولين للإقبال بشكل أكبر على مؤشرات الأسهم. و لذلك فهناك علاقة طردية بين قراءة المؤشر و حركة مؤشرات الأسهم مثل داو جونز و ناسداك و إس آند بي 500. وبنفس المبدأ فإن ارتفاع قراءة المؤشر في الاقتصادات الأخرى مثل منطقة اليورو والمملكة المتحدة و أستراليا و نيوزيلندا يدفع بمؤشرات الأسهم في هذه الدول للارتفاع.
مؤشري مديري المشتريات و مستوى المخاطرة
هناك علاقة قوية بين حركة مؤشر مديري المشتريات و مستوى المخاطرة في الأسواق. فارتفاع قراءة المؤشر تشير إلى تحسن الأوضاع الاقتصادية، الأمر الذي يزيد من شهية المخاطرة لدى المستثمرين. وفي هذه الأحوال تتجه التدفقات الاستثمارية نحو الأصول عالية المخاطر نسبياً و عالية الإيراد سواء كانت أسهم أو أصول أخرى أو عملات.
بالمقابل فإن انخفاض قراءة هذا المؤشر تثير قلق المستثمرين والمتداولين خوفاً من استمرار انكماش الاقتصادي. و في هذه الأحوال يزداد الأقبال على الأدوات المالية منخفضة المخاطر كالسندات الحكومية. من بين العملات المستفيدة من تراجع قراءة المؤشر أيضاً الدولار الأمريكي والين الياباني والفرنك السويسري حيث تعتبر من عملات الملاذ الآمن.
الخاتمة
قد لا يكون مؤشر مديري المشتريات بنفس شهرة المؤشرات الأخرى كمعدل البطالة و مؤشر أسعار المستهلكين. إلا أنه من البيانات الاقتصادية المهمة و التي يجب على المتداول متابعتها لتحسين فرص الربح في الأسواق المالية و سوق الفوركس بشكل خاص.
ليس هناك حاجة لمعرفة طريقة حساب هذا المؤشر بالتفصيل نظراً لتعقيدها، و لكن من المهم معرفة أثره على حركة الأسواق.