عالم المال
439عدد الزيارات
البنوك المركزية و تأثيرها في الأسواق المالية
2024-03-20
يكثر الحديث عن البنوك المركزية عندما يتعلق الأمر بالأسواق المالية و حركة العملات. يعود ذلك إلى السلطة التي تملكها هذه البنوك في التأثير على السياسة النقدية و التحكم بالمعروض النقدي. نناقش في هذه المقالة أبرز المعلومات عن البنوك المركزية .

مقدمة

تلعب البنوك المركزية حول العالم دوراً كبيراً في تحركات الأسواق المالية، سواء المحلية أو العالمية. فهي مسؤولة عن تنفيذ السياسة النقدية لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي. تتحكم هذه البنوك، و هي مؤسسات مستقلة عادة ماتكون حكومية، بالمعروض النقدي و أسعار الفائدة، و التي تؤثر مباشرة بسعر الصرف و بالتالي بسوق العملات الأجنبية. كما تؤثر قرارات البنوك المركزية في أسواق الأسهم و ذلك بسبب العلاقة المباشرة بين مستويات الفائدة و حركة المؤشرات. إن تأثير قرارات البنوك المركزية على الأسواق المالية غالباً مايكون بعيد المدى. ولذلك من المهم لكل متداول أو مستثمر فهم قرارات البنوك المركزية ومتابعة إجتماعاتها.

 

ماهو البنك المركزي؟

البنك المركزي هو مؤسسة مالية تملك سلطة كاملة للتحكم بالمعروض النقدي في بلد واحد أو عدة بلدان. كما أنه البنك الوحيد الذي يملك صلاحية إصدار نقود جديدة. كما يعرف البنك المركزي بأنه "بنك للبنوك". يلعب البنك المركزي أيضاً دوراً مهماً في تنظيم عمل البنوك حيث يحدد الإحتياطي النقدي الإلزامي الذي يتوجب على كل بنك الإحتفاظ به.

 

 

أدوات البنك المركزي

سعر الفائدة:

من أهم الأدوات المتاحة لدى البنوك المركزية للتأثير في الإقتصاد هي سعر الفائدة. فمن خلال تحديد سعر الفائدة القياسي، تؤثر البنوك المركزية على تكلفة الاقتراض بالنسبة للبنوك الأخرى، وبالتالي للشركات والأفراد. إن تغيير أسعار الفائدة له تأثير على أسعار الأصول، مما يؤثر على تقييم السندات والأسهم والأدوات المالية الأخرى. كقاعدة عامة يقوم البنك المركزي بزيادة سعر الفائدة عند ارتفاع مستويات التضخم، و ذلك من أجل تخفيض الإنفاق العام و السيطرة على الأسعار. و العكس صحيح فيقوم البنك المركزي بتخفيض سعر الفائدة عند تراجع مستويات التضخم و ذلك لتحفيز النمو الإقتصادي و تشجيع الإنفاق.

 

عمليات السوق المفتوحة:

في عمليات السوق المفتوحة يقوم البنك المركزي بشراء وبيع الأوراق المالية الحكومية للتحكم في المعروض النقدي. عندما يشتري البنك المركزي الأوراق المالية، فإنه يضخ الأموال في النظام المالي، ويزيد المعروض النقدي ويشجع الإنفاق والاستثمار. وعلى العكس من ذلك، فإن بيع الأوراق المالية يقلل من المعروض النقدي، ويضعف النشاط الاقتصادي عن طريق سحب السيولة من السوق. تؤثر هذه الإجراءات بشكل مباشر على أسعار السندات وعوائدها، مما يؤثر على سلوك المستثمرين و توقعاتهم ايضاً.

 

أدوات السوق الأخرى:

تستخدم البنوك المركزية أيضًا أدوات السياسة النقدية غير التقليدية، مثل التيسير الكمي و ذلك خلال فترات الضغوط الاقتصادية. يتمثل التيسير الكمي بالقيام بعمليات شراء واسعة النطاق للأصول المالية، وعادة ما تكون الأوراق المالية الحكومية والخاصة طويلة الأجل. مما يعزز السيولة المتاحة في الإقتصاد، ويتسبب في انخفاض أسعار الفائدة طويلة الأجل، ويحفز النشاط الاقتصادي. بالرغم من فعالية التيسير الكمي إلا انه ليس من المفضل الاستمرار به لوقت طويل و لذلك لتجنب تشوه أسعار الأصول.

 

البنك المركزي و أسعار الصرف

إن أسعار صرف العملات هي الأكثر تأثراً بقرارات و سياسات البنوك المركزية. حيث يمكن للبنوك المركزية التدخل في سوق الصرف الأجنبي و ذلك عن طريق بيع و شراء عملاتها ضمن استراتيجياتها لتحقيق الاستقرار الإقتصادي أو تغيير قيمة العملة مقارنة بالعملات الأخرى. تؤثر التغيرات في أسعار صرف العملات على التجارة الدولية ويمكن أن تؤثر على القدرة التنافسية للصناعات المحلية.

 

 

إجتماعات و تصريحات البنك المركزي

من المهم على كل متداول أو مستثمر متابعة إجتماعات البنك المركزي و ذلك نظراً لأهميتها و تأثيرها في حركة الأسواق المالية. كما تلعب تصريحات أعضاء البنك المركزي دورًا مهمًا في توقعات السوق.. وتساعد السياسة النقدية الواضحة والشفافة على الحد من حالة عدم اليقين، وتعزيز الاستقرار في الأسواق المالية.

 

بالمقابل تواجه البنوك المركزية تحديات كثيرة خلال عملها. يمكن للأحداث غير المتوقعة أو التوترات الجيوسياسية أو تحركات السوق المفاجئة أن تخلق حالة من التقلب في الأسواق مما يزيد من صعوبة مهمة البنوك المركزية في الحفاظ على استقرار الأسعار.

من المهم أيضاً التأكيد على أثر قرارات البنوك المركزية  على باقي مناحي الإقتصاد فلايمكن النظر إلى هذه التغييرات بمعزل عن باقي جوانب الإقتصاد.