عالم المال
199عدد الزيارات
ما هو تقسيم الأسهم في الأسواق المالية
2024-09-17
تُعد تقسيمات الأسهم واحدة من الأدوات الشائعة التي تلجأ إليها الشركات المدرجة في الأسواق المالية لتحسين جاذبية أسهمها. تُحدث هذه الخطوة تغييرات في السعر الاسمي للسهم وعدد الأسهم المتاحة، دون أن تؤثر بشكل مباشر على القيمة السوقية الإجمالية للشركة

تقسيم الأسهم هو عملية تقوم فيها الشركات بزيادة عدد أسهمها القائمة عن طريق تقسيم كل سهم قائم إلى عدة أسهم جديدة، مع تخفيض السعر الاسمي للسهم الواحد بما يتناسب مع التقسيم. على سبيل المثال، في حالة تقسيم الأسهم بنسبة 2:1، يحصل المساهم على سهمين جديدين مقابل كل سهم يملكه، ويخفض سعر السهم إلى النصف.

 

أهمية تقسيم الأسهم 

من الناحية العملية، تقسيم الأسهم لا يغير من القيمة الإجمالية لاستثمار المساهمين. فهو مجرد إعادة توزيع لعدد الأسهم والسعر، حيث تظل القيمة السوقية للشركة كما هي. الفكرة الأساسية من تقسيم الأسهم هي جعل الأسهم أكثر قابلية للتداول للمستثمرين الأفراد من خلال تخفيض السعر الاسمي للسهم.

 

 

أنواع تقسيم الأسهم

 

1. تقسيم الأسهم التقليدي (Stock Split): 

   يتم تقسيم السهم إلى عدة أسهم أصغر. على سبيل المثال، في تقسيم 3:1، يُصبح لدى كل مساهم ثلاثة أسهم لكل سهم كان يملكه سابقًا، ويُخفض سعر السهم بما يعادل الثلث.

 

2. تقسيم الأسهم العكسي (Reverse Stock Split): 

   في هذا النوع، تقلل الشركة عدد الأسهم القائمة وترفع السعر الاسمي للسهم. هذا النوع من التقسيم يُستخدم عادةً عندما ترغب الشركة في رفع سعر أسهمها لجعلها تبدو أكثر جاذبية أو لتجنب الشطب من البورصات التي تتطلب حدًا أدنى من السعر.

 

 

لماذا تقوم الشركات بتقسيم الأسهم؟

 

زيادة السيولة 

عندما يرتفع سعر السهم بشكل كبير، قد يصبح غير متاح لبعض المستثمرين الأفراد. تقسيم الأسهم يجعل السعر أكثر قبولاً وبالتالي يزيد من سيولة السهم في السوق.

 

تحسين الجاذبية للمستثمرين الأفراد 

السعر الأقل للسهم بعد التقسيم يجعل السهم يبدو أكثر "سهولة" للمستثمرين الجدد أو الأفراد الذين قد يعتبرون السعر المرتفع حاجزًا نفسيًا للدخول.

 

تحسين الصورة العامة للسهم 

الشركات قد تلجأ إلى تقسيم الأسهم للإشارة إلى ثقتها في النمو المستقبلي. فالتقسيم عادةً ما يُنظر إليه كعلامة إيجابية على الأداء الجيد للسهم.

 

 

أمثلة بارزة على تقسيم الأسهم

 

1. شركة أبل (Apple Inc.): 

   أبل قامت بالعديد من تقسيمات الأسهم على مر السنين. أحد أبرز هذه التقسيمات حدث في عام 2020، عندما أعلنت الشركة عن تقسيم بنسبة 4:1. كان الهدف من هذا التقسيم جعل السهم أكثر جاذبية للمستثمرين الأفراد بعدما وصل سعر السهم إلى مستويات عالية بعد نمو الشركة الكبير.

 

2. شركة تسلا (Tesla Inc.): 

   في أغسطس 2020، أعلنت شركة تسلا عن تقسيم أسهم بنسبة 5:1. قبل التقسيم، كان سعر سهم تسلا قد وصل إلى مستويات قياسية. أدى الإعلان عن التقسيم إلى زيادة كبيرة في الطلب على السهم، مما ساهم في رفع قيمته أكثر.

 

3. شركة جوجل (Alphabet Inc.): 

   قامت شركة ألفابيت، الشركة الأم لجوجل، بتقسيم أسهمها عدة مرات، أحدها في عام 2022 حيث تم تقسيم السهم بنسبة 20:1. هذا التقسيم جاء في وقت كانت الشركة تشهد نموًا هائلًا وزيادة في سعر أسهمها.

 

 

تأثير تقسيم الأسهم على المستثمرين

 

التأثير النفسي 

على الرغم من أن تقسيم الأسهم لا يؤثر مباشرة على القيمة السوقية للشركة، فإنه غالبًا ما يؤدي إلى زيادة الطلب على السهم بعد الإعلان عنه، وذلك بسبب تأثيره النفسي الإيجابي على المستثمرين.

 

زيادة السيولة 

بعد تقسيم السهم، يزداد حجم التداول نظرًا لأن السهم أصبح متاحًا بشكل أكبر، وهذا ما يساهم في تعزيز السيولة في السوق.

 

تقليل تكلفة الاستثمار 

تقسيم الأسهم يجعل السهم أكثر سهولة للمستثمرين الأفراد، مما يعني أن تكلفة الدخول إلى السهم تنخفض.

 

 

الخلاصة

 

تقسيم الأسهم هو أداة مهمة تستخدمها الشركات لتحسين سيولة أسهمها وجاذبيتها في الأسواق المالية. على الرغم من أن تقسيم الأسهم لا يغير من القيمة السوقية الإجمالية للشركة، إلا أنه يؤثر إيجابيًا على سيولة الأسهم وجاذبيتها للمستثمرين الأفراد. سواء كنت مستثمرًا جديدًا أو محترفًا، من المهم أن تفهم تأثيرات تقسيم الأسهم وكيف يمكن أن تؤثر على محفظتك الاستثمارية.

 

أمثلة مثل تقسيمات أسهم أبل وتسلا وجوجل تظهر كيف أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تكون فعالة في تحسين جاذبية الأسهم وتعزيز الطلب عليها، مما يعود بالفائدة على الشركة والمستثمرين على حد سواء.