عالم المال
42عدد الزيارات
تأثير الإنتخابات الأمريكية على الأسواق المالية
2024-11-04
كل أربع سنوات تشهد الأسواق المالية حالة من التقلب الشديد خلال فترة الإنتخابات الأمريكية نظراً لتأثير السياسات الأمريكية على حركة الأسواق العالمية. نقدم لكم في هذه المقالة نظرة عن تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية على حركة الأسواق.

تأثير الانتخابات الأمريكية على الأسواق المالية

 

تلعب الانتخابات الأمريكية دورًا كبيراً في تحركات الأسواق المالية حول العالم، حيث تؤثر نتائج الانتخابات على توقعات المستثمرين بشأن السياسات الاقتصادية المستقبلية. يتنافس في هذه الانتخابات مرشحون من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة و هما الحزب الجمهوري و الحزب الديمقراطي. تختلف تأثيرات فوز الحزب الديمقراطي عن فوز الحزب الجمهوري من حيث الخطة الاقتصادي والسياسات النقدية والمالية التي يعتمدها كل حزب.

 

الفرق بين الديمقراطيين والجمهوريين في التعامل مع الاقتصاد

 

 1. الحزب الديمقراطي:

يُعرف الديمقراطيون بسياساتهم التي تركز على زيادة الإنفاق الحكومي لتعزيز الاقتصاد، ودعم الخدمات العامة مثل التعليم والرعاية الصحية، والاهتمام بالعدالة الاجتماعية والبيئية. يميلون عادة إلى زيادة الضرائب على الشركات والأفراد ذوي الدخول المرتفعة لتمويل الإنفاق الحكومي.

كيف تؤثر هذه السياسات على الأسواق المالية؟

إن فوز الديمقراطيين بالانتخابات قد يثير قلق بعض المستثمرين بسبب مخاوف من زيادة الضرائب و القيود التنظيمية، خاصة في قطاعات مثل التكنولوجيا والطاقة. ومع ذلك، فإن الإنفاق الحكومي الكبير قد يُعزز النمو الاقتصادي على المدى الطويل، مما يدعم الأسواق في نهاية المطاف.

 2. الحزب الجمهوري:

يتبنى الجمهوريون سياسات تدعم تقليل الإنفاق الحكومي وتخفيض الضرائب على الشركات والأفراد لتحفيز النشاط الاقتصادي. كما يركزون على تخفيف القيود التنظيمية، مما يجعل بيئة الأعمال أكثر جذبًا للشركات والمستثمرين. لذلك يفضل العديد من الأثرياء فوز الجمهوريين في الانتخابات بسبب التسهيلات المالية التي يمكنهم الاستفادة منها.

كيف تؤثر هذه السياسات على الأسواق المالية؟

عادةً ما يُنظر إلى فوز الجمهوريين بإيجابية من قبل الأسواق، حيث يُتوقع أن يؤدي تخفيض الضرائب وتخفيف القيود التنظيمية إلى زيادة أرباح الشركات وارتفاع أسعار الأسهم على المدى القريب.

 

السياسات النقدية والفروقات في التعامل مع أسعار الفائدة

 

 1. الديمقراطيون:

يميل الديمقراطيون إلى تشجيع السياسات النقدية التوسعية التي تعتمد على تخفيض أسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي وتحفيز الإنفاق. في حالة فوزهم، قد يدعم الاحتياطي الفيدرالي سياسة إبقاء الفائدة منخفضة لفترة أطول، خاصة خلال فترات الأزمات.

 • الأثر على الدولار:

يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تراجع الدولار مقارنة بالعملات الأخرى، مما يجعل الصادرات الأمريكية أكثر تنافسية. ولكن في الوقت نفسه، قد يؤثر ذلك على تدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى الأسواق الأمريكية.

 2. الجمهوريون:

يميل الجمهوريون إلى تفضيل سياسات نقدية أكثر تحفظًا للحفاظ على استقرار الأسعار وتقليل التضخم. لذلك، قد يدعمون سياسات رفع الفائدة تدريجيًا، خاصة إذا كان الاقتصاد ينمو بوتيرة قوية.

 • الأثر على الدولار:

رفع أسعار الفائدة عادة ما يؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار، مما قد يعزز الاستثمارات الأجنبية في الأصول الأمريكية، لكنه يجعل الصادرات الأمريكية أقل تنافسية عالميًا.

 

السياسات المالية وتأثيرها على الاقتصاد

 

 1. الديمقراطيون:

يعتمد الديمقراطيون على زيادة الإنفاق الحكومي لتحفيز الاقتصاد وخاصة في الظروف الإقتصادية الصعبة. يركز الديمقراطيون في سياساتهم المالية على دعم البرامج الاجتماعية والإنفاق على البنية التحتية. ومع ذلك، فإن هذا الإنفاق الكبير قد يزيد من عجز الموازنة العامة ويؤدي إلى ارتفاع الدين العام.

 • تأثير هذه السياسات على السندات والأسواق المالية:

قد يؤدي ارتفاع الدين العام إلى ضغوط على سوق السندات، حيث يمكن أن ترتفع العوائد لتعويض المخاطر. ومع ذلك، فإن المشاريع المدعومة حكوميًا قد توفر فرصًا استثمارية.

 2. الجمهوريون:

يركز الجمهوريون على خفض الإنفاق الحكومي بسبب تركيزهم على تقليل العجز. من المتوقع أن يؤدي فوز الجمهوريين إلى تراجع الإنفاق على بعض البرامج الاجتماعية وزيادة الاستثمار في قطاع الدفاع والأمن.

• تأثير هذه السياسات على السندات والأسواق المالية:

بينما يعتبر تقليل العجز هدفاً مهماُ و قد يكون إيجابيًا على المدى الطويل، إلا أنه قد يُضعف النمو الاقتصادي على المدى القصير في حالة تقليص الدعم الحكومي.

 

التغيرات المتوقعة في الأسواق المالية بعد الانتخابات

لايمكن التنبؤ بشكل أكيد بتأثير نتائج الانتخابات الأمريكية على الأسواق المالية، و لكن يمكننا رسم صورة عامة عن توجه الإقتصاد بعد نهاية الإنتخابات، تتلخص هذه التوقعات بما يلي:

 • إذا فاز الديمقراطيون:

قد يستجيب السوق بشكل سلبي بعد فوز الديمقراطيين وذلك بسبب المخاوف من زيادة الضرائب والتنظيمات، لكن على المدى الطويل قد تدعم السياسات المالية للحزب الديمقراطي التوسعية النمو الاقتصادي.

 • إذا فاز الجمهوريون:

عادة ما تتفاعل الأسواق بإيجابية فور إعلان النتائج بفوز الحزب الجمهوري في الانتخابات، وذلك بفضل السياسات الداعمة للشركات و ترقب خفض الضرائب. ومع ذلك، فإن التركيز على ضبط الإنفاق قد يحد من النمو على المدى الطويل إذا لم يتم تحفيز الطلب المحلي بشكل كافٍ.

 

الخلاصة

تعد الانتخابات الأمريكية من أهم الأحداث التي تؤثر على الأسواق المالية العالمية وذلك بسبب السياسات التي يتبناها الحزب الفائز. بينما يفضل الديمقراطيون السياسات التوسعية التي تعتمد على زيادة الإنفاق الحكومي، يركز الجمهوريون على تخفيض الضرائب والإنفاق لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.

 

تلعب أسعار الفائدة والسياسات النقدية دورًا مهمًا في تحديد توجهات السوق. وبغض النظر عن الحزب الفائز، يظل الإستقرار السياسي عاملاً أساسيًا لتعزيز الثقة في الأسواق، حيث يميل المستثمرون إلى التحفظ أثناء الانتخابات ثم يستعيدون نشاطهم مع وضوح السياسات الاقتصادية المستقبلية.