سوق الفوركس
40عدد الزيارات
الخيارات الثنائية و استراتيجيات التداول فيها
2024-11-11
تجذب عقود الخيارات الثنائية انتباه كثير من المتداولين نظرة للأرباح الكبيرة التي يمكن تحقيقها من تداول هذه المشتقات المالية و بساطة التداول فيها بشكل عام، ولكن من المهم توضيح المخاطر المتعلقة بهذه العقود. نوضح لكم في هذه المقالة أهم المعلومات حول عقود

اكتسب تداول الخيارات الثنائية شعبية كبيرة بين المتداولين سواء المبتدئين أو المحترفين على حد سوا، وذلك على الرغم من مخاطر هذا النوع من التداول نظراً لقيود الوقت الذي تتميز به عقود الخيارات الثنائية.  ولكن من جانب آخر وبعكس أدوات التداول التقليدية، تتميز الخيارات الثنائية ببساطتها، حيث يقرر المتداولون ما إذا كان سعر الأصل سيرتفع أو ينخفض ​​خلال فترة زمنية محددة. في هذه المقالة، سنتعرف على طبيعة الخيارات الثنائية وكيفية تداولها والاستراتيجيات الفعّالة للنجاح في تداول الخيارات الثنائية.

 

ما هي الخيارات الثنائية؟

الخيارات الثنائية هي نوع من المشتقات المالية حيث تكون نتيجة الصفقة أحد إحتممالين: إما عائد ثابت محدد مسبقًا أو عدم كسب أي شيء على الإطلاق و خسارة المبلغ الذي يتم دفعه كتكلفة لفتح الصفقة وذلك بناءً على ما إذا كان توقع المتداول صحيحًا أو خاطئاً. إن نتيجة "الكل أو لا شيء" هي ما يميز عقود الفروقات عن بقية أنواع المشتقات المالية.

عند تداول الخيارات الثنائية، يختار المتداول ببساطة بين نتيجتين: هل سيرتفع سعر الأصل أم سينخفض ​​خلال فترة زمنية محددة؟ إذا كانت التوقعات صحيحة، يحصل المتداول على عائد من الصفقة. وإذا كانت غير صحيحة، يخسر المتداول المبلغ المستثمر. تعتمد الخيارات الثنائية عادة على أصول مثل الأسهم والسلع والمؤشرات والعملات.

يمكن الوصول إلى تداول الخيارات الثنائية بسبب بساطته والعدد المحدود من القرارات التي يجب على المتداول اتخاذها. بدلاً من إدارة الرافعة المالية أو استراتيجيات الخروج المعقدة، يقوم المتداولون ببساطة بإجراء تنبؤات اتجاهية واختيار وقت انتهاء الصلاحية.

 

خطوات تداول الخيارات الثنائية

يمكنك تداول الخيارات الثنائية من خلال المنصات والوسطاء عبر الإنترنت. هذه هي الخطوات التي يتوجب على المتداول اتباعها للدخول في صفقات الخيارات الثنائية:

1. اختيار الأصل المالي: يمكن للمتداولين الاختيار من بين مجموعة من الأصول المالية المختلفة عند التداول بالعقود الثنائية، بما في ذلك الأسهم والمؤشرات والسلع وأزواج العملات الأجنبية.

2. التنبؤ بحركة السعر:  لتحقيق الربح على المتداول تحليل حركة السوق من أجل التنبؤ ما إذا كان سعر الأصل سيرتفع أو ينخفض ​​في غضون إطار زمني محدد.

3. اختيار وقت انتهاء الصلاحية: على عكس التداول العادي فإن عقود الخيارات الثنائية تتضمن فترة انتهاء الصلاحية، والتي قد تتراوح من 60 ثانية إلى عدة أيام. يحدد المتداول فترة انتهاء الصلاحية بحسب تحليلاته للسوق

4. تحديد مبلغ التداول: يحدد المتداول مبلغ الاستثمار الذي يرغب في المخاطرة به في الصفقة حيث تتناسب الأرباح و الخسائر المتوقع مع هذا المبلغ

5. فتح الصفقة: بعد تحديد حجم الصفقة و فترة الصلاحية يقوم المتداول بفتح الصفقة و انتظار فترة الصلاحية لإغلاق الصفقة. كما يمكن في بعض الحالات إغلاق الصفقة يدوياً قبل الوصول إلى فترة إنتهاء الصلاحية.

6. الدفع أو الخسارة: إذا كان توقع المتداول صحيحاً، يتلقى المتداول دفعة، غالبًا ما تكون حوالي 70-90% من المبلغ المستثمر.إما إذا كان التوقع خاطئًا، يخسر المتداول المبلغ الذي دفعه للدخول في الصفقة.

 

أصبح تداول الخيارات الثنائية خاضعًا لتنظيم شديد بسبب مخاطره العالية وانتشار وسطاء التداول غير المرخصين لممارسة هذا النوع من النشاطات.

 

أفضل الاستراتيجيات لتداول الخيارات الثنائية

 

على الرغم من أن الخيارات الثنائية تبدو واضحة و بسيطة، فإن تطوير استراتيجية أمر ضروري لتحقيق النجاح المستمر في هذا السوق. فيما يلي بعض الاستراتيجيات الشائعة:

1. استراتيجية متابعة الاتجاه

تعد استراتيجية متابعة الاتجاه واحدة من أكثر الأساليب موثوقية في تداول الخيارات الثنائية و خاصة في الصفقات طويلة الأمد. يتضمن هذا تحليل حركة سعر الأصل وتحديد اتجاه الاتجاه السائد. على سبيل المثال، إذا كان سعر الأصل في ارتفاع مستمر، فقد يتوقع المتداول أنه سيستمر في التحرك صعودًا. حتى و إن واجه بعض الانعكاسات المؤقتة. يمكن أن تساعد أدوات مثل المتوسطات المتحركة وخطوط الاتجاه في تحديد الاتجاهات. ولكن من المهم التنويه أن هذه الاستراتيجية تتطلب اختيار فترة زمنية طويلة نسبياً في فترة صلاحية العقد و ذلك لتجنب الخسارة من حركات التصحيح الانعكاسية

 

2. استراتيجية انعكاس الاتجاه

، تُستخدم هذه الاستراتيجية عندما يتوقع المتداولون أن ينعكس السعر عن اتجاهه الحالي. في الخيارات الثنائية، قد يعني هذا التنبؤ بأن أحد الأصول في اتجاه صاعد سوف ينخفض ​​قريبًا أو أن اتجاهًا هابطًا سوف ينعكس. تعمل هذه الاستراتيجية بشكل جيد في الأسواق المتقلبة وتتطلب مراقبة دقيقة لأنماط الشموع لتأكيد إشارات الانعكاس.من أهم أنماط الشموع الانعكاسية التي تستخدم في هذه الاستراتيجية نمط المطرقة والتي تتمثل بذيل طويل للشمعة مقابل جسم صغير يعادل نصف الذيل تقريبا.

 

3. استراتيجية سترادل

تُستخدم استراتيجية سترادل عندما يتوقع المتداولون تحركًا كبيرًا في السعر في أي اتجاه ولكنهم غير متأكدين من الاتجاه الذي سيتخذه. في هذه الاستراتيجية، يضع المتداول خيارين: أحدهما يتوقع ارتفاع السعر والآخر يتوقع انخفاضه. يمكن أن تكون هذه الاستراتيجية مربحة خلال صدور البيانات الاقتصادية القوية أو فترات التقلبات العالية في السوق، حيث من المرجح أن يتحرك سعر الأصل بقوة في هذه الأوقات.

 

4. استراتيجية التحليل الأساسي

بالنسبة للمتداولين الذين يفضلون أوقات انتهاء الصلاحية الأطول في عقود الخيارات، يعتبر التحليل الأساسي أكثر أهمية. يتضمن ذلك تحليل المؤشرات الاقتصادية وأخبار الشركات والأحداث العالمية لتحديد كيفية تأثيرها على الأسعار. على سبيل المثال، قد تعمل بيانات التوظيف الإيجابية في الولايات المتحدة على رفع قيمة الدولار الأمريكي، أما في سوق الأسهم على سبيل المثال قد تؤثر تقارير الأرباح السيئة على سعر سهم الشركة.

 

5. استخدام المؤشرات الفنية

يستخدم العديد من المتداولين المؤشرات الفنية مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) أو مؤشر التقارب والتباعد المتوسط ​​المتحرك (MACD) أو نطاقات بولينجر لتحليل اتجاهات الأسعار والتنبؤ بحركات الأسعار. يمكن أن تساعد المؤشرات الفنية المتداولين على التنبؤ بالانعكاسات السعرية المحتملة، كما تقدم هذه المؤشرات تفاصيل حول زخم التداول و ذروة الشراء و ذروة البيع والانعكاسات المحتملة.

 

نصائح لتداول الخيارات الثنائية بأمان

إن تداول عقود الخيارات الثنائية يحمل قدراً من المخاطر ولذلك من المهم اتباع بعض الخطوات لتقليل هذه المخاطر. إليك بعض هذه الخطوات:

• استخدم وسطاء منظمين: تداول فقط مع وسطاء مرخصين من قبل السلطات التنظيمية حيث تعرض الكثير من المتداولين خلال السنوات الماضية لعمليات نصب و احتيال من قبل وسطاء غير مرخصين في مجال العقود الثنائية.

• إدارة المخاطر: تجنب استثمار أكثر من نسبة صغيرة من رأس المال الخاص بك في صفقة واحدة. تذكر أنه في عقود الخيارات الثنائية فإن مبلغ المخاطرة هو المبلغ الذي تدفعه في بداية الصفقة كمصاريف للدخول في السوق.

• وضع استراتيجية محددة: كأي نوع آخر من التداول من الضروري وضع خطة تداول واضحة يتم فيها تحديد جميع شروط دخول السوق بدلاً من الدخول بصفقات تداول بناءً على العواطف.

• ترقب البيانات الاقتصادية: تؤثر البيانات الاقتصادية بشكل كبير على أسعار الأصول المالية و تحركات السوق ، لذا فمن الضروري جداً البقاء على اطلاع بالأخبار للدخول في صفقات ذات احتمالية نجاح أعلى.

• التدرب باستخدام حساب تجريبي: قبل الدخول بأموالك الحقيقية من المهم التدرب في حساب تجريبي لصقل مهاراتك في التداول قبل المخاطرة برأس مالك. يقدم العديد من الوسطاء حسابات تجريبية حيث يمكنك التدرب على تداول الخيارات الثنائية دون المخاطرة بأموال حقيقية.

 

الخلاصة

تلفت عقود الخيارات الثنائية عادة انتباه المتداولين الجدد نظراً لسهولة فهمها في البداية و محدودية الخسائر منها، ولكن على الرغم من بساطتها في الفهم، فإن الخيارات الثنائية تتطلب فهمًا جيدًا لظروف السوق، وإدارة المخاطر بعناية، واستخدام استراتيجيات احترافية. من خلال تعلم أفضل الاستراتيجيات واستخدام المنصات المنظمة، يمكن للمتداولين زيادة فرصهم في إجراء صفقات مربحة وتقليل الخسائر المحتملة في هذا النوع من التداول.