عملات رقمية
38عدد الزيارات
رحلة البيتكوين من أقل من $1 إلى قرابة $100,000
2024-11-25
مع عودة البيتكوين إلى الأضواء و وصولها إلى مستويات قياسية جديدة هذا العام يعود الاهتمام مجدداً بهذه العملة المشفرة. في هذه المقالة نستعرض لكم الرحلة الاستثنائية للبيتكوين منذ إطلاقها عام 2009 حتى الآن.

لقد شهدت البيتكوين، أول عملة مشفرة في العالم، ارتفاعًا هائلاً لم تتمكن أي عملة أخرى من تحقيقه. فمنذ بداياتها المتواضعة حتى الآن استمرت البيتكوين في كسر مستويات تاريخية واحدة تلو الأخرى. في هذه المقالة نسرد لكم قصة نجاح العملة المشفرة الأولى في العالم و رحلتها من أقل من دولار واحد إلى ما يقرب من 100 ألف دولار اليوم. شهدت البيتكوين العديد من التقلبات السعرية على مدار السنوات الماضية. إليكم أهم المراحل التي مرت بها البيتكوين منذ أنطلاقها في عام 2009.

 

إنطلاق البيتكوين: عصر جديد في عالم المال (2008-2009)

أكتوبر 2008: وُلدت البيتكوين من رحم الأزمة المالية العالمية 2008 . قامت شخصية غامضة تُعرف باسم ساتوشي ناكاموتو بنشر الورقة البيضاء للعملة المشفرة بعنوان "البيتكوين: نظام نقدي إلكتروني من نظير إلى نظير". كشفت الورقة البيضاء عن نظام دفع لامركزي وآمن يمكن لأي شخص استخدامه حول العالم.

3 يناير 2009: بدأت شبكة البيتكوين العمل بتعدين الكتلة الأولى، المعروفة باسم كتلة التكوين. Genesis Block . في هذه الكتلة تم تضمين رسالة فيها عنوان صحيفة اليوم حول تبعات الأزمة المالية على الإقتصاد العالمي وقد أكدت هذه الرسالة على مهمة البيتكوين بتقديم بديل للنظام المالي التقليدي.

 

 

الأيام الأولى للبيتكوين: تحت $ 1 (2009-2010)

خلال عامها الأول، لم يكن للبيتكوين أي قيمة نقدية حقيقية حيث كان يتم تعدينها وتداولها في المقام الأول بين المتحمسين لتكنولوجيا البلوك تشين و التشفير. وفي يوم 22 مايو 2010: حدثت أول معاملة حقيقية للبيتكوين عندما دفع المبرمج  لازلو هانيتش10000 بيتكوين مقابل بيتزا. أصبح هذا اليوم يعرف باسم يوم بيتزا البيتكوين ، بلغت قيمة البيتكوين حوالي 0.004 دولار لكل عملة في هذا اليوم.

 

 

القفزة الأولى للبيتكوين (2011)

بحلول أوائل عام 2011، بدأت البيتكوين في اكتساب اهتمام الأشخاص حتى من خارج مجال التشفير أو البرمجيات، أي بدأت شهرة البيتكوين تصل إلى العامة.

في شهر فبراير 2011: بلغ سعر البيتكوين مستوى التعادل مع الدولار الأمريكي لأول مرة، حيث تم تسعير كل بيتكوين عند 1 دولار

في يونيو 2011: شهدت البيتكوين أول قفزة ملحوظة في سعرها، حيث وصلت العملة المشفرة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 31 دولارًا. ومع ذلك، كان هذا الارتفاع قصير الأجل حيث انخفضت البيتكوين بعد هذه القفزة بشكل حاد إلى حوالي 2 دولار بعد خروقات أمنية في Mt. Gox، بورصة البيتكوين الرائدة في ذلك الوقت.

 

 

التعافي يعد الأزمة الأولى (2012-2013)

على الرغم من النكسات والتراجعات التي واجهتها البيتكوين في عام 2011 ، استمرت التكنولوجيا الأساسية وهي البلوك تشين في جذب انتباه المهتمين في مجال المال و التكنولوجيا.

نوفمبر 2012: حدث أول تقسيم للبيتكوين، مما أدى إلى تقليص مكافأة تعدين الكتلة من 50 بيتكوين إلى 25 بيتكوين. أدى هذا الحدث إلى تقليص المعروض من البيتكوين ومهد الطريق للارتفاع التالي.

أبريل 2013: تجاوزت البيتكوين 100 دولار لأول مرة. في وقت لاحق من ذلك العام، في نوفمبر 2013، وصلت العملة المشفرة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 1242 دولارًا. كان هذا الارتفاع مدفوعًا بزيادة التبني والاهتمام من المستثمرين المؤسسيين، إضافة إلى ازدياد شعبية البيتكوين في مواقع الإنترنت المظلم (الدارك ويب)

 

 

شتاء العملات المشفرة (2014-2016)

بعد هذه الارتفاعات السابق ذكرها واجهت البيتكوين تحديات كبيرة في الاستمرار في هذه الارتفاعات لتسجل تراجعات  كبيرة بعدها.

فبراير 2014: أدى انهيار Mt. Gox بعد اختراق ضخم إلى خسارة 850,000 بيتكوين، مما أدى إلى اهتزاز الثقة في سوق العملات المشفرة. انخفض  بعدها سعر البيتكوين إلى حوالي 200 دولار وظل في سوق هبوطي استمر لفترة طويلة

على الرغم من هذه التراجعات، استمرت البيتكوين في جذب اهتمام المستثمرين كما ساعدت شركات مثل كوين بيس و بيت باي في زيادة التبني للعملة المشفرة من خلال تسهيل شراء وبيع واستخدامها لأي شخص.

 

 

قفزة عام 2017: البيتكوين تتجه إلى $20,000

كان عام 2017 بمثابة نقطة تحول في مسيرة البيتكوين حيث دخلت العملة المشفرة مرحلة التبني الواسع، و أصبحت حديث الجميع.  في شهر مارس 2017: تجاوزت عملة البيتكوين أعلى مستوى لها على الإطلاق والذي تم تسجيله في عام 2013 عند 1242 دولارًا، كان هذا الارتفاع مدفوعًا بالاهتمام المؤسسي والتبني العالمي المتزايد.

وفي ديسمبر 2017: وصلت عملة البيتكوين إلى مستوى تاريخي جديد عند 19783 دولارًا، مدفوعة بإدخال تداول العقود الآجلة لعملة البيتكوين وطفرة الطرح الأولي للعملة. كما لعب هوس المضاربة أيضًا دورًا مهمًا في هذا الارتفاع.

 

شتاء آخر للعملات المشفرة والطريق إلى التعافي (2018-2019)

بعد ذروتها في عام 2017، دخلت عملة البيتكوين في موجة هابطة أخرى استمرت لسنوات.

 في عام 2018 انخفض سعر عملة البيتكوين بشكل كبير، حيث تراجعت إلى مادون 4000 دولار بحلول نهاية العام. شهدت هذه الفترة، المعروفة باسم شتاء العملات المشفرة، فشل العديد من المشاريع، لكن مرونة عملة البيتكوين أبقت عليها على قيد الحياة.

وفي عام 2019: بدأت عملة البيتكوين في التعافي، حيث وصلت إلى 13880 دولارًا في يونيو. وكان هذا التعافي مدفوعًا بالاهتمام المؤسسي المتزايد، وخاصة مع استمرار إطلاق المزيد من منصات تداول العملات المشفرة.

كوفيد-19 و موجة الارتفاع (2020-2021)

تسببت جائحة كوفيد-19 والتي انتشرت في العالم بشكل واسع في عام 2020 بحالة من عدم اليقين الاقتصادي، ومع تدفق الأموال إلى أصول الملاذ الآمن كالذهب، سجلت البيتكوين ارتفاعات قياسية بسبب اعتبارها بمثابة ذهب رقمي.

إضافة لذلك ففي مايو 2020: خفض التقسيم الثالث مكافأة الكتلة إلى 6.25 بيتكوين، مما أدى إلى تقليص العرض بشكل أكبر، الأمر الذي أدى إلى مزيد من الارتفاع في قيمة العملة المشفرة

ومع اقتراب نهاية العام في شهر ديسمبر 2020: كسرت البيتكوين أعلى مستوى لها على الإطلاق، متجاوزًة حاجز 20 ألف دولار.

استمرت البيتكوين في تسجيل مزيد من الارتفاعات مع استمرار تدفق الأموال إلى هذا الأصل الرقمي. وفي أبريل 2021: وصلت البيتكوين إلى مستوى قياسي جديد عند 64863 دولارًا، مدفوعًا باستثمارات الشركات. فقد قامت شراء تسلا بشراء  1.5 مليار دولار من البيتكوين في ذلك العام.

وفي نوفمبر 2021: وصلت البيتكوين إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 69 ألف دولار، مدفوعًا بالشعبية المتزايدة للتمويل اللامركزي (DeFi) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs).

 

2022  حتى الأن: البيتكوين تقترب من 100000 دولار

على الرغم من التحديات الاقتصادية التي واجهها العالم في عام 2022، مثل ارتفاع أسعار الفائدة و زيادة القيود على العملات المشفرة، أظهرت البيتكوين قوة و صلابة في مواجهة هذه التحديات:

فعلى مدار عامي 2023 – 2024 ارتفعت قيمة البيتكوين مرة أخرى، مدفوعة بزيادة التبني العالمي، وترخيص صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة، وحالات الاستخدام المتزايدة للعملات المشفرة في الأسواق الناشئة. و الآن مع اقتراب عام 2024 من الانتهاء، تقترب البيتكوين من حاجز 100000 دولار، مدفوعة بمجموعة من الأسباب أهمها:

1. الاستثمارات المؤسسية مع استمرت الشركات والصناديق في تبني بيتكوين كأصل احتياطي.

2. عدم اليقين الجيوسياسي: عملت بيتكوين كتحوط ضد انخفاض قيمة العملة والتضخم.

3. التطورات التكنولوجية: مع ازدهار الذكاء الإصطناعي و استمرار شركات التكنولوجيا في النمو و تحقيق أداء استثنائي ازداد الطلب على البيتكون

4. فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية: كان فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية العامل الأكبر في وصول البيتكوين إلى مستويات قياسية جديدة بسبب دعم ترمب للعملات المشفرة و تصريحاته بتسهيل تراخيص العملات المشفرة في البلاد.

مستقبل البيتكوين، إلى أين تتجه العملة المشفرة؟

إن ارتفاع البيتكوين من أقل من دولار واحد إلى ما يقرب من 100 ألف دولار هو إنجاز استثنائي في عالم المال. ساهمت البيتكوين في جعل العديد من الأشخاص حول العالم مليارديرات خلال بضع سنوات. إضافة لذلك هنالك أكثر من 170 ألف شخص حول العالم ممكن يملكون ثروة تتعدى المليون دولار من البيتكوين. منذ إنطلاقها في عام 2009 حتى الآن تحولت البيتكوين من مجرد تجربة للحماية من الأزمات المالية إلى مخزن للقيمة معترف به عالميًا، تغلبت البيتكوين على العديد من التحديات. ومع استمرار العالم في تبني تكنولوجيا البلوك تشين و اللامركزية، فإن دور البيتكوين في النظام البيئي المالي على استعداد للنمو بشكل أكبر.

قد لا يزال الطريق أمامنا متقلبًا، ولكن إذا كان التاريخ مؤشرًا، فإن البيتكوين ستستمر في المفاجأة والابتكار وقد تكسر حاجز 100 ألف دولار في أي وقت الآن.