يظن الكثير أن سوق العملات الأجنبية والذي يعرف بالفوركس يشبه كثيراً سوق العملات الرقمية، ففي الحالتين يتم تداول عملات معينة مقابل عملات أخرى. ولكن في الحقيقة فإن الاختلافات بين سوق الفوركس وسوق العملات الرقمية أكثر مما يعتقد الكثيرون.
سوق العملات الأجنبية أو الفوركس هو سوق يتم فيه تبادل عملة بلد ما مع عملة بلد آخر مثل الدولار أو الجنيه الاسترليني، أو اليورو و التي هي عملة اتحاد اقتصادي يضم مجموعة من الدول. يتم التداول في سوق العملات الرقمية لكثير من الأسباب، فالمتداولون الأفراد يبحثون عن الربح من تقلب وتغير الأسعار، أما البنوك والشركات الكبيرة فيتداولون في سوق الفوركس من أجل التحوط والحماية من تقلبات أسعار الصرف و أسباب أخرى بحسب طبيعة عمل الشركات.
يتمحور التداول في سوق الفوركس حول أداء اقتصادات الدول. فعلى المتداول أو المستثمر دراسة ظروف الاقتصاد في بلد العملة التي ينوي التداول بها و محاولة توقع الحركة القادمة للعملة بناء على الأسعار التاريخية و الظروف الاقتصادية الحالية.
يقوم المتداول بدراسة عوامل اقتصادية عديدة تؤثر في أسعار صرف العملات مثل نسب الفائدة، الديون الخارجية، الميزان التجاري، مستوى التضخم، وغيرها من المعايير والمؤشرات الاقتصادية.
يتميز سوق الفوركس بأنه غير مركزي حيث لايوجد مكان واحد يتم فيه تداول العملات مثل بورصة نيويورك على سبيل المثال التي يتم تداول الاسهم فيها.
عند تداول العملات في سوق الفوركس فإنك تقوم بتحويل عملة ما إلى عملة أخرى بحسب سعر الصرف الحالي. فإذا كان سعر صرف اليورو هو $1.2000 دولار فإنك ستحصل على 1.2 دولار مقابل كل يورو تملكه.
أما بالنسبة للعملات الرقمية فهي تعتبر من الأصول الرقمية أي أنه لا وجود لها على أرض الواقع فهي موجودة على شبكة الانترنت بشكل أكواد و يمكن إثبات ملكيتها على البلوك تشين وهي الشبكة التي يتم بناء وتداول العملات الرقمية عليها.
يتشابه سوق الفوركس مع سوق العملات الرقمية بأن كلاهما يتمتعا بسيولة عالية و التقلبات السعرية في السوقين أكثر شدة من أسواق الأسهم و السندات و المؤشرات الرئيسية. ولكن التقلبات في سوق العملات الرقمية أعلى بشكل ملحوظ من تقلبات أسواق العملات التقليدية وذلك لأن العملات المشفرة ليس مرتبطة بسياسات البنوك المركزية و الحكومات التي تحاول الحفاظ على استقرار أسواق العملات التقليدية. كما أن سوق العملات المشفرة غير منظم مثل أسواق العملات العادية.