سوق الفوركس
322عدد الزيارات
لا تلاحق السوق. دع السوق يأتي إليك
2023-05-03
المتداول الناجح يمتلك قدراً كافياً من الصبر والالتزام لتجنب ملاحقة السوق والدخول المتأخر في الصفقات. المتداول الناجح ينتظر الفرص ولا يركض وراءها.

إن من أكثر الأخطاء المتكررة والشائعة التي يقع فيها المتداولون الجدد هي ملاحقة السوق والتداول المفرط أو غير المدروس. لأن سوق العملات الأجنبية (الفوركس) متاح 24 ساعة خمسة أيام في الأسبوع فهذا يجعل من الصعب على بعض الأشخاص مقاومة التداول طوال اليوم. البعض يظن أن وجود تحركات في السوق على مدار الساعة يعني أنه يمكن لهم الربح من جميع هذه التحركات بشكل مستمر، وهذا اعتقاد خاطئ ومكلف جداً.

هناك أوقات تكون فيها حركة السوق متقلبة بشكل زائد أو حتى عشوائية بسبب غياب اللاعبين المهمين في السوق أو بسبب صدور بيانات اقتصادية ذات تأثير عالي أو بسبب حدوث تطورات مفاجئة في العالم وأسباب أخرى كثيرة.

المتداول الناجح هو الذي ينتظر الفرص الجيدة والتي تحقق جميع شروط استراتيجيته بدلاً من مطاردة السوق والدخول في صفقات لمجرد رغبته في التداول.

لنأخذ مثالاً على ذلك من الطبيعة. الصياد الناجح لا يركض وراء فريسته، فهذا عمل شاق ومجهد ومحفوف بالمخاطر، إضافة إلى أنه يفقد الصياد تركيزه وأفضلية موقعه. الصياد الناجح كالقناص، يقوم بأخذ موقع مناسب في منطقة مرتفعة تحقق له أفضلية في الرؤية ليقوم بانتظار الفريسة بكل هدوء. ثم ما إن تصبح هذه الفريسة ضمن مجال رؤيته يقوم بالضغط على الزناد وإصابة هدفه بكل هدوء.

إن التداول في الأسواق المالية شبيه جداً بالصيد في الطبيعة. فالمتداول الناجح يحرص على رؤية السوق من جميع زواياه حتى تظهر له فرصة محتملة. بعد ذلك ينتظر اكتمال شروط هذه الفرصة ويقوم بالحسابات المناسبة لتحديد المخاطر ونقاط الدخول و الخروج، وفي الخطوة الأخيرة يقوم المتداول بفتح الصفقة عن طريق الضغط على الزناد المتمثل في أمر البيع أو الشراء.

إن الوقت هو عامل مهم في نجاح الصفقات في عالم التداول. فإن كنت متداولاً على المؤشرات الرئيسية الأمريكية فالوقت الأنسب لدخول الصفقات هو وقت جلسة نيويورك، أما إن كنت ترغب في التداول على أزواج الين فقد تكون الجلسة الآسيوية هي الأفضل لك. هذا هي أهمية التوقيت في التداول.  لذلك تجنب مطاردة الأدوات المالية الخاطئة في غير وقتها المناسب.

ينطبق نفس المبدأ على المناطق السعرية أيضاً، فعلى سبيل المثال تعتبر مستويات تصحيح فيبوناتشي 50% و61.8% هي الأشهر في التحليل الفني وتزداد احتمالية حدوث تصحيح سعري عند تلك المستويات. ولذلك من الأفضل انتظار وصول السعر إلى هذه المستويات ومشاهدة شموع يابانية انعكاسية قبل الدخول في صفقة بعكس اتجاه السوق. قد يشعر المتداول المبتدئ بالإغراء عند اقتراب السعر من تلك المستويات ويقدم على الدخول المبكر في الصفقة، إلا أن المتداول المحترف يدرك مخاطر التسرع في الدخول بصفقات غير مكتملة الشروط ولذلك ينتظر حتى لمس السعر لهذه المستويات أو لمستويات الدعم والمقاومة الواضحة قبل الدخول بأي صفقة.

المتداول المحترف لا يطارد السعر، بل ينتظره.

من أشهر مبادئ التحليل الفني هو مبدأ "الاتجاه هو صديقك" أي أن فرص نجاح الصفقات تزداد عندما تكون في نفس الاتجاه العام الحالي. فإن كان السوق صاعداً عليك التركيز على صفقات الشراء، وإن كان السوق هابطاً فعليك التركيز على صفقات البيع. إلى أن الجانب السلبي من هذه القاعدة هو أنها تترك المتداول عرضة لملاحقة السوق. فعند شرائك في سوق صاعد تكون عرضة للانعكاس السعري في حال دخولك متأخراً وكذلك الأمر بالنسبة للسوق الهابط.

من أجل تجنب ملاحقة السوق في هذه الحالة على المتداول القيام بخطوتين رئيسيتين: الأولى هي قراءة مستوى التشبع السعري باستخدام أحد مؤشرات الزخم مثل مؤشر القوة النسبية، فإن كان السوق في حالة تشبع شرائي فيفضل الانتظار حتى تراجع قراءة المؤشر إلى ما دون مستويات التشبع قبل الدخول في صفقة شراء. الخطوة الثانية هي الحرص على عدم دخول صفقات شراء في الاتجاه الصاعد إلا عند مستويات التصحيح السعرية مثل مستوى 50% من آخر موجة سعرية اندفاعية أو مستوى فيبوناتشي 61.8%.

فرص الربح في الأسواق المالية كثيرة، ولكن الصبر والتخطيط و الالتزام هي العناصر الأهم لتحويل هذه الفرص إلى أرباح حقيقية.